Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 88-89)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَقَالَ مُوسَىٰ } أي لما رأى فرعون وقومه ، طغوا وبغوا ، ولم ينقادوا للإسلام ، واستمروا على الكفر والعناد ، جاءه الإذن من الله بالدعاء عليهم ، وقدم سبب الدعاء ، وهو بطر النعم ، إذ هو من أعظم المعاصي الموجبة لغضب الله وسلب النعم . قوله : { زِينَةً } هي عبارة عما يتزين به من اللباس والمال والأمور الجميلة ، قال ابن عباس : كان من فسطاط مصر إلى أرض الحبشة ، جبال فيها ذهب وفضة وزبرجد وياقوت . قوله : { رَبَّنَآ } كرره تأكيداً للأول ، وتلذذاً بخطاب الله . قوله : { لِيُضِلُّواْ } متعلق بآتيت في كلام الله ، وأما قول المفسر ( آتيتهم ذلك ) إنما هو تتميم للجملة المؤكدة ، واللام للعاقبة والصيرورة ، وإلى هذا أشار المفسر بقوله : ( في عاقبته ) . قوله : { عَن سَبِيلِكَ } أي طاعتك وتوحيدك . قوله : { رَبَّنَا ٱطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ } أي أزل صورها وهيئاتها ، قال قتادة : بلغنا أن أموالهم وحروثهم وزروعهم وجواهرهم صارت حجارة ، ودنانيرهم ودراهمهم صارت حجارة منقوشة كهيئتها صحاحاً أو أنصافاً أو أثلاثاً ، وهذا الطمس آخر الآيات التسع . قوله : { وَٱشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } أي أربط عليها ، حتى لا تلين ولا تنشرح للإيمان ، وإنما دعا بذلك ، لما علم أن سابق قضاء الله وقدره فيهما أنهم لا يؤمنون ، فوافق دعاء موسى ما قدر وقضى عليهم ، فكان ترجماناً عن الله ، وأما الدعاء على الكافر المجهول العاقبة بموته على الكفر فلا يحل . قوله : { فَلاَ يُؤْمِنُواْ } عطف على { لِيُضِلُّواْ } فيكون منصوباً ، أو هو مجزوم بجعل لا دعائية . قوله : ( دعاء عليهم ) الأقرب لأنه خبر مبتدأ محذوف ، تقديره هذا دعاء عليهم . أي قوله : { فَلاَ يُؤْمِنُواْ } إلخ ، ودفع بذلك ما قيل إنه خبر ، وليس من جملة الدعاء فتأمل . قوله : ( وأمن هارون على دعائه ) أي المؤمن أحد الداعيين ، فصحت التثنية في قوله : { دَّعْوَتُكُمَا } وهو جواب عما يقال إن الداعي موسى ، فلم ثنى الضمير في دعوتكما . قوله : ( فمسخت أموالهم ) أي الدنانير والدراهم والنخيل والزروع والثمار والخبز والبيض وغير ذلك ، وقيل : مسخت صورهم أيضاً ، فكان الرجل مع أهله فصارا حجرين ، والمرأة قائمة تخبر صارت حجراً ، وهذا قول ضعيف ، لأن موسى دعا على أموالهم ، ولم يدع على أنفسهم بالمسخ . قوله : { فَٱسْتَقِيمَا } أي دوما على الاستقامة . قوله : { وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } خطاب لموسى وهارون ، والمراد غيرهما على حد حد : لئن أشركت ليحبطن عملك ، والمعنى لا تسلكا طريق الجاهلين ، الذين يظنون أنه متى دعا الإنسان ، أجيب بعين مطلوبة في الحال ، لأن الإجابة على مراد الله ، فربما يجاب الشخص بغير مطلوبه ، أو تتأخر إجابته ، لحكم يعلمها الله ، وفي { تَتَّبِعَآنِّ } ثلاث قراءات سبعيات ، تشديد النون مع تشديد التاء فقط ، وتخفيفها مع تشديد التاء وتخفيفها . فعلى الأولى : تكون النون للتوكيد الثقيلة ، وكسرت تشبيهاً بنون المثنى ، والفعل مجزوم بحذف النون . وعلى الثانية والثالثة تكون الجملة اسمية ، والنون نون الرفع ، والتقدير وأنتما لا تتبعان . قوله : ( روي أنه ) أي نزول العذاب بهم ، مكث أربعين سنة من حين الدعوة ، وهذا التأخير لحكمة يعلمها الله .