Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 15-16)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } اختلف في سبب نزولها ، فقيل في اليهود والنصارى ، وقيل في المنافقين الذين كانوا يطلبون بغزوهم مع رسول الله الغنائم ، لأنهم كانوا لا يرجون ثواب الآخرة ، وقيل في المرائين ، والحمل على العموم أولى ، فيندرج فيه الكافر والمنافق والمؤمن ، الذي يأتي بالطاعات على وجه الرياء والسمعة . قوله : { وَزِينَتَهَا } أي ما يتزين به فيها ، من الصحة والأمن والسعة والرياسة ، وغير ذلك . قوله : ( بأن أصروا على الشرك ) هذا شامل للقولين المتقدمين . قوله : ( وقيل هي في المرائين ) أي ومعنى قوله : { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ ٱلنَّارُ } أي ابتداء ، ثم بعد استيفاء ما عليه يخرج منها ، ويدل على أن له هذا الوعيد الشديد ما روي ، " يقول الله : أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك فيه غيري تركته وشركه " ، وهذا القول اختاره البيضاوي لحديث : " يقال لأهل الرياء : حججتم وصليتم وتصدقتم وجاهدتم وقرأتم ليقال ذلك ، فقد قيل ذلك ، ثم قال : إن هؤلاء أول من تسعر بهم النار " رواه أبو هريرة ثم بكى بكاء شديداً ، ثم قال : صدق رسول الله { مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } إلخ . قوله : { نُوَفِّ } بالنون مبنياً للفاعل وفيه ضمير يعود على الله ، وبالياء مبنياً للمفعول وَ { أَعْمَالَهُمْ } بالرفع نائب فاعل ، والفاء مشددة على كل حال قراءتان : الأولى سبعية ، والثانية شاذة . قوله : ( أي جزاء ما عملوه ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف . قوله : ( بأن نوسع عليهم رزقهم ) أي فهذا جزاء أعمالهم الحسنة في الدنيا ، وأما في الآخرة فليس لهم في نظير ذلك شيء ، قال تعالى : { وَقَدِمْنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً } [ الفرقان : 23 ] فجزاء الآخرة بالجنة ونعيمها مخصوص إلا العذاب ، قال تعالى { مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ } [ الشورى : 20 ] . قوله : { مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } أي في الدنيا من الخيرات .