Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 21-24)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أُوْلَـٰئِكَ } أي الذين لا يستطيعون السمع ولا الإبصار . قوله : ( من دعوى الشريك ) بيان لما . قوله : { لاَ جَرَمَ } اختلف العلماء في معنى لا جرم ، على ثلاثة أوجه ، ، أولها : أن لا نافية لأماني الكفار ، وجرم فعل ماض بمعنى حق وثبت ، وقوله : { أَنَّهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلأَخْسَرُونَ } الجملة في محل رفع فاعل بجرم ، ويصير المعنى لا عبرة بأمانيهم بل حق ، وثبت خسرانهم في الآخرة ، وهذا الوجه أحسنها . ثانيها : أن لا كذلك ، وجرم بمعنى كسب ، وأن وما دخلت عليه ، في تأويل مصدر مفعوله ، والفاعل ما دل عليه السياق ، والمعنى ما كسب لهم كفرهم وأمنياتهم إلا خسرانهم في الآخرة . ثالثها : أن لا جرم بمعنى لا بد ، أي لا بد أنهم في الآخرة هم الأخسرون ، فلا نافية للجنس وجرم اسمها مبني معها على الفتح ، وجملة أنهم في محل رفع خبرها إذا علمت ذلك ، فقول المفسر حقاً لم يوافق واحداً من هذه الثلاثة ، إلا أن يقال إنه مر على الأول ، ويكون حقاً مفعولاً مطلقاً لفعل محذوف ، والتقدير حق حقاً ، وقد وردت هذه اللفظة في القرآن في خمسة مواضع ، ويقال في كل واحد منها ما قيل هنا . قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } لما ذكر الله أحوال الكفار ، وما آل إليه أمرهم ، أتبعهم بذكر المؤمنين ، وما آل إليه أمرهم . قوله : { وَأَخْبَتُوۤاْ } من الإخبات وهو الخشوع والخضوع ، ويتعدى باللام وإلى ، فإن عدى باللام ، فمعناه خشع وخضع ، وإن عدى بإلى ، فمعناه اطمأن وسكن ، وقد اقتصر المفسر على هذا الثاني . قوله : { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلجَنَّةِ } التعبير بأصحاب ، إشارة إلى أن أهل الجنة ، مالكون لمنازلها ملكاً لا يحول ولا يزول . قوله : { مَثَلُ ٱلْفَرِيقَيْنِ } لما ذكر أحوال الكفار ، وما هم عليه من الصمم والعمى عن اتباع الحق ، وذكر أحوال المؤمنين ، وما هم عليه من التبصر وسماع الحق واتباعه ، أتبع ذلك بذكر مثل لكل فريق . قوله : { كَٱلأَعْمَىٰ وَٱلأَصَمِّ } هذا كناية عن كون الله سلبهم الانتفاع بالحق لسبق شقاوتهم في علم الله ، والمراد من الأعمى والأصم ذات واحدة اتصفت بهذين الوصفين ، فإنه هو الذي لا يقبل الهدى لمقصوده بأي وجه كان ، ومثل ذلك يقال في نظيره ، وهو البصير والسميع . قوله : { مَثَلاً } تمييز محول عن الفاعل ، والأصل هل يستوي مثلهما . قوله : ( لا ) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري . قوله : { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } الهمزة داخلة على محذوف ، والفاء عاطفة على ذلك المحذوف ، والتقدير : أعميتم وتركتم الهدى فلا تذكرون ، فهو خطاب للمشركين الذين كانوا في زمنه صلى الله عليه وسلم . قوله : ( فيه إدغام لتاء ) إلخ ، أي والأصل تتذكرون ، أبدلت التاء الثانية ذالاً ، وأدغمت في الذال ، وفي قراءة سبعية بحذف إحدى التاءين تخفيفاً .