Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 28-35)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قَالَ يٰقَوْمِ } هذا خطاب في غاية التلطف بهم . قوله : ( بيان ) أي حجة وبرهان . قوله : { فَعُمِّيَتْ } أي النبوة أي خفيت عليكم . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : ( والبناء للمفعول ) أي والأصل أعماها الله عليكم أي أخفاها ، فأطلق العمى وأريد لازمه وهو الخفاء ، لأن الأعمى عليه الأشياء ، فلا يهتدي ولا يهدي غيره ، قوله : ( أجبركم على قبولها ) أي لا قدرة لنا على إلزامكم إياها ، والحال أنكم كارهون لها ، بل الإيمان إنما هو بالرضا والتسليم الباطني ، والمعنى أخبروني إن كنت على حجة ظاهرة من ربي وأعطاني نبوة من عنده ، فأخفاها عليكم ، أأجبركم على قبولها والإيمان بها ، والحال أنكم كارهون منكرون لها ، لا أستطيع ذلك ، بل لا قدرة لي إلا على البلاغ . قوله : { إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ } أي فهو المتكفل لي بالثواب والعطايا . قوله : ( كما أمرتموني ) أي فقد قالوا لي : امنع واطرد هؤلاء الأسافلة عنك ونحن نتبعك ، فإنا نستحي أن نجلس معهم في مجلسك ، وهذا كما قالت قريش لمحمد صلى الله عليه وسلم كما في سورة الأنعام ، فنزل رداً عليهم { وَلاَ تَطْرُدِ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ } [ الأنعام : 52 ] الآية . قوله : ( فيجازيهم ) أي على ما قدموا من الأعمال الصالحة . قوله : { تَجْهَلُونَ } أي لا تحسنون خطاباً . قوله : ( أي لا ناصر لي ) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري . قوله : { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } الهمزة داخلة على محذوف ، والفاء عاطفة على ذلك المحذوف ، والتقدير أتأمروني بطردهم أفلا تذكرون . قوله : { وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ } هذا رد لقولهم : { وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ } [ هود : 27 ] والمراد بخزائن الله ، مغيباته التي لا يعلمها ولا يطلع عليها إلا هو . قوله : { وَلاَ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ } رد لقولهم : { وَمَا نَرَاكَ ٱتَّبَعَكَ } [ هود : 27 ] إلخ ، والمعنى ما قلت لكم إني أعلم الغيب فأطلع على بواطنكم . قوله : { وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ } رد لقولهم : { مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا } [ هود : 27 ] . قوله : { تَزْدَرِيۤ } أصله تزتري فقلبت تاء الافتعال دالاً . قوله : { لَن يُؤْتِيَهُمُ ٱللَّهُ خَيْراً } أي توفيقاً وهدى . قوله : { ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِيۤ أَنْفُسِهِمْ } أي من إيمان وكفر . قوله : { قَدْ جَادَلْتَنَا } أي شرعت في جدالنا . قوله : ( به ) قدره إشارة إلى أن عائد الموصول محذوف ، ويصح أن تكون ما مصدرية ، والمعنى بوعدك إيانا . قوله : ( فيه ) أي في الوعد . قوله : ( تعجيله ) إشارة بذلك إلى أن مفعول شاء محذوف . قوله : ( بفائتين الله ) أي بفارين من عذابه . قوله : ( وجواب الشرط ) أي الأول ، وهذا مرور على مذهب البصريين القائلين : إن جواب الشرط لا يتقدم عليه ، وجوزه الكوفيون ، وحينئذ يكون تقدير الكلام : إن كان الله يريد أن يغويكم ، فإن أردت أن أنصح لكم فلا ينفعكم نصحي ، وذلك لأن القاعدة إذا اجتمع في الكلام شرطان ، وجواب يجعل الجواب للثاني ، والشرط الثاني وجوابه ، جواباً عن الأول . قوله : ( أي كفار مكة ) هذا أحد قولين ، والثاني وعليه أكثر المفسرين ، أن هذه الآية من جملة قصة نوح . ويكون الضمير في { ٱفْتَرَاهُ } عائداً على الوحي الذي جاءهم به نوح . قوله : ( أي عقوبته ) أشار بذلك إلى الكلام على حذف مضاف .