Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 37-39)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ } يطلق مفرداً وجمعاً ، والمراد هنا المفرد ، وكان طولها ثمانين ذراعاً ، وعرضها خمسين ، وطولها لجهة العلو ثلاثين ذراعاً والذراع إلى المنكب ، وهذا أشهر الروايات ، وقيل كان طولها ألفاً ومائتي ذراع ، وعرضها ستمائة ذراع ، وقيل غير ذلك ، جعلها ثلاث طبقات ، فالسفلى للوحوش والسباع والهوام ، وفي الوسطى الدواب والأنعام ، وركب هو ومن معه في العليا ، وقيل السفلى للدواب والوحوش ، والوسطى للإنس والعليا للطير ، وأول ما حمله نوح الدرة ، وآخر ما حمل الحمار ، فلما أراد أن يدخل الحمار ، أدخل صدره فتعلق إبليس بذنبه ، فاستثقل رجلاه ، وجعل نوح يقول : ويحك ادخل ، فينهض فلا يستطيع حتى قال له : ادخل ولو كان الشيطان معك فدخ ، فقال له نوح : ما أدخلك علي يا عدو الله ؟ قال : ألم تقل ادخل وإن كان الشيطان معك ؟ قال : اخرج عني يا عدو الله ، قال : لا بد أن تحملني معك ، هكذا قيل ، وقيل إنه لم يحمله معه في السفينة وهو الصحيح ، لأنه لم يثبت في حمله خبر صحيح ، ومكث في صنع السفينة مائتي سنة ، مائة في غرس الأشجار ، ومائة في عملها وهي من خشب الساج . قوله : ( بمرأى منا وحفظنا ) دفع بذلك ما يقال إن ظاهره مستحيل لاستحالة الأعين ، بمعنى الجارحة المعلومة على الله . فأجيب : بأن أطلق الملزوم وأرد اللازم ، لأنه يلزم من كون الشيء بالأعين ، أنه مبالغ في حفظه . قوله : { وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ } أي لا تراجعني في شأنهم ، فإن الهلاك لا بد لهم منه ، قوله : ( حكاية حال ماضية ) أي فالمضارع بمعنى الماضي . قوله : { وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ } الجملة حالية ، والتقدير يصنع الفلك ، والحال أنه كلما مر الخ استهزؤوا به ، أي فقالوا صرت نجاراً بعد أن كنت نبياً ، وكان يعمل السفينة في برية لا ماء فيها ، واستهزاؤهم إما لكونهم لا يعرفون السفينة ولا الانتفاع بها ، أو لكونهم يعرفونها ، غير أنهم تعجبوا من صنعه لها في أرض لا ماء بها . قوله : { فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ } أي أنتم محل السخرية والاستهزاء ، لأن من كان على أمر باطل فهو أحق بالاستهزاء والسخرية ، ولا حاجة لكون الكلام من باب المشاكلة . قوله : ( موصولة ) أي وعلم عرفانية تنصب مفعلاً واحداً ، ويصح أن تكون استفهامية ، وعلم على بابها من كونها متعدية لاثنين ، ويكون الثاني محذوفاً . قوله : { عَذَابٌ } أي وهو الغرق . قوله : ( غاية للصنع ) أي في قوله ويصنع الفلك .