Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 40-42)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ } وكان من حجارة ورثه من أمه حواء ، والأشهر أنه كان بالكوفة ، على يمين الداخل مما يلي باب كندة ، والتنور مما انفق فيه لغة العرب والعجم كالصابون . قوله : ( للخباز ) أي وهي امرأة نوح ، وكان فورانه وقت طلوع الفجر . قوله : ( وكان ذلك ) أي فوران التنور وغليانه . قوله : ( علامة لنوح ) أي على الطوفان ، وكان في ثالث وعشرين من أبيب في شدة القيظ . قوله : { مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ } المراد بالزوجين كل اثنين ، لا يستغني أحدهما عن الآخر ، كالذكر والأنثى وقال لكل منهما زوج ، والمعنى من كل صنف زوجين ذكر وأنثى ، قال الحسن : لم يحمل نوح معه إلا ما يلد أو يبيض ، وأما ما سوى ذلك ما يتولد من الطين كالبق والبعوض ، فلك يحمل منه شيئاً ، وروى بعضهم : أن الحية والعقرب أتيا نوحاً وقالا : احملنا معك ، فقال : إنكما سبب البلاء أحملكما ، فقال : احملنا ونحن نضمن لك أن لا نضر أحداً ذكرك ، فمن قرأ حين يخاف مضرتهما : { سَلاَمٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي ٱلْعَالَمِينَ } [ الصافات : 79 ] ، لم يضر . قوله : ( وهو مفعول ) أي لفظ اثنين ، وقوله : { مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ } حال منه مقدم عليه . قوله : ( أي زوجته ) اي التي أسلمت ، لأنه كان له زوجتان ، إحداهما آمنت فحملها ، والأخرى لم تؤمن فتركها . قوله : ( وأولاده ) أي الثلاثة وزوجاتهم . قوله : { إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ } أي القضاء بالغرق . قوله : ( أي منهم ) أخذ هذا التقييد من سورة المؤمنون . قوله : ( وهو زوجته ) أي التي لم تؤمن واسمها واعلة ، وقيل واعكة ، ورد أنه قبل مجيء الطوفان بأربعين سنة أصيبوا بالعقم ، فلم يلدوا في تلك المدة ، كي لا تصيبهم الرحمة من أجل وجود ، الصغار بينهم . قوله : ( بخلاف سام ) وهو أبو العرب ، وحام أبو السودان ، ويافث أبو الترك . قوله : ( ثمانون ) أي اثنان وسبعون من الأمة ، وهو وأولاده الثلاثة وزوجاتهم . قوله : { وَقَالَ ٱرْكَبُواْ } خطاب لمن معه . قوله : { بِسْمِ ٱللَّهِ مَجْريٰهَا وَمُرْسَاهَا } حال من الواو في اركبوا ، والتقدير قائلين بسم الله إلخ . وبسم الله خبر مقدم ، وقوله : { مَجْريٰهَا وَمُرْسَاهَا } مبتدأ مؤخر ، روي أنه كان إذا أراد أن تجري قال : بسم الله ، فجرت ، وإذا أراد أن ترسو قال : بسم الله فرست . قوله : ( بفتح الميمين ) سبق قلم إذ فتح مرساها شاذ ، فالصواب أن يقول بضم الميمين ، أو فتح الأولى مع ضم الثانية . قوله : ( مصدران ) راجع لكل من الفتح والضم . قوله : ( أي جريها ) هذا يناسب الفتح ، وأما الضم فيقال في تفسيره ، أي إجراؤها وإرساؤها . قوله : { كَٱلْجِبَالِ } روي أن الله أرسل المطر أربعين يوماً وليلة ، وخرج الماء من الأرض ، قال تعالى { فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ ٱلسَّمَآءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا ٱلأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى ٱلمَآءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ } [ القمر : 11 - 12 ] وارتفع الماء على أعلى جبل وأطوله أربعين ذراعاً ، حتى أغرق كل شيء ، وروي أنه لما كثر الماء في السكك خافت أم صبي على ولدها من الغرق ، وكانت تحبه حباً شديداً ، بخرجت به إلى الجبل حتى بلغت ثلثه لحقها الماء ، فارتفعت حتى بلغت ثلثيه ، فلما لحقها الماء ذهبت حتى استوت على الجبل ، فلما بلغ الماء رقبتها رفعت الصبي بيديها حتى ذهب بهما الماء فأغرقهما ، فلو رحم الله منهم أحداً لرحم أم الصبي ، ولا ينافي ما تقدم من أنهم أصابهم العقم أربعين سنة ، لجواز أن يكون هذا الولد ابن أكثر من أربعين . قوله : { وَنَادَىٰ نُوحٌ ٱبْنَهُ } أي قبل سير السفينة . قوله : { وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ } الجملة حالية من ضمير ابنه ، وقوله : { يٰبُنَيَّ } إلخ ، هذه هو المنادى به بثلاث ياءات الأولى ياء التصغير ، والثانية لام الكلمة ، والثالثة ياء المتكلم ، تحركت ياء المتكلم وانفتح ما قبلها ، قلبت ألفاً فالتقى ساكنان ، حذفت لالتقائهما ، وأدغمت إحدى الياءين في الأخرى ، فيقرأ بفتح الياء وكسرها قراءتان سبعيتان ، وقوله : { ٱرْكَبَ مَّعَنَا } بإظهار الياء وإدغامها في الميم سبعيتان . قوله : { وَلاَ تَكُن مَّعَ ٱلْكَافِرِينَ } أي في البعد عن الركوب معنا ، إن قلت : لا يخلو الحال ، إما إن يكون هذا الولد مسلماً أو كافراً ، فإن كان مسلماً فيبعده كونه في معزل ، وإن كان كافراً ، فلم عطف عليه وناداه مع علمه بكفره ؟ أجيب : بأنه ذكر العلماء أنه كان منافقاً ، يظهر الإسلام ويخفي الكفر ، فعند مجيء الطوفان أظهر ما كان يخفيه ، ولا مانع من كون الله يخرج الكافر من المؤمن وبالعكس ، وهذا الولد قيل كان من صلبه وهو الراجح ، وقيل ابن زوجته من نكاح غيره ، وقيل كان ولد خبث ، ولدته زوجته على فراشه ولم يعلم به ، وهذا القول غير وجيه ، لقول ابن عباس : ما بغت امرأة نبي قط .