Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 43-44)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { سَآوِيۤ } أي ألتجىء . قوله : { مَن رَّحِمَ } عبر المفسر بلكن ، إشارة إلى أن الاستثناء منقطع ، لأن ما بعد إلا هو المعصوم ، وما قبلها هو العاصم ، ولا شك أنه غيره . قوله : { وَحَالَ بَيْنَهُمَا } أي بين نوح وابنه . قوله : { فَكَانَ مِنَ ٱلْمُغْرَقِينَ } أي الهالكين بالماء ، ورد أنه أوى إلى جبل عال ، فدخل في غار منه ، وسد على نفسه من كل جهة ، فغرق في بوله وغائطه . قوله : { وَقِيلَ يٰأَرْضُ } إلخ ، أي أمر الله الأرض بذلك ، والمراد تعلقت قدرته بزوال الماء على حد قوله تعالى : { إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } [ يس : 82 ] وهذا القول وقع يوم عاشوراء ، ونزل نوح السفينة لعشر خلون من رجب ، فكان مكثهم في السفينة ستة أشهر ، فلما نجوا صاموا جميعاً ، حتى الطيور والوحوش يوم عاشوراء ، شكراً لله على النجاة ، ومرت السفينة بهم بالبيت الحرام ، فطافت به سبع مرات ، وأودع الله الحجر الأسود في جبل أبي قبيس ، وورد أن نوحاً حمل أباه آدم معه في السفينة . قوله : ( فصار أنهاراً وبحاراً ) أي فماء السماء بقي في أماكن من الأرض أنهاراً وبحاراً ، وماء الأرض ابتلعته الأرض في باطنها . قوله : ( نقص ) أي ولم يذهب بالكلية ، لما علمت من بقاء ماء السماء . قوله : ( جبل بالجزيرة ) هي مدينة العراق ، روي أن الله أوحى إلى الجبال ، أن السفينة ترسي على واحد منها ، فتطاولت وبقي الجودي لم يتطاول تواضعاً لله ، فاستوت السفينة عليه وبقيت على أعوادها ، وفي الحديث : " بقي منها شيء أدركه أوائل هذه الأمة " ورد أنهم لما خرجوا من السفينة ، بنوا قرية وسموها الثمانين ، لأنهم كانوا ثمانين . قوله : { وَقِيلَ بُعْداً } منصوب على المصدر بفعل مقدر ، أي بعدوا بعداً ، فهو مصدر بمعنى الدعاء عليهم . قوله : { لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } أي فهلكوا جميعاً ، حتى البهائم والطيور والأطفال ، على القول بأنهم لم يعقموا ، ولا يسأل عما يفعل ، وهذا الغرق عقوبة للمكلفين لا غيرهم ، قال بعضهم : هذه الآية أبلغ آية في القرآن ، لاحتوائها على أحد وعشرين نوعاً من أنواع البديع ، والحال أن كلماتها تسعة عشر ، وخوطب في الأرض أولاً بالبلع ، لأن الماء نبع منها أولاً ، قبل أن تمطر السماء .