Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 45-47)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ } أي قبل سير السفينة . قوله : { فَقَالَ } هذا تفصيل للنداء . قوله : ( وقد وعدتني بنجاتهم ) أي المدلول عليها بقوله : { قُلْنَا ٱحْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ } [ هود : 40 ] قوله : ( الناجين أو من أهل دينك ) أشار المفسر إلى أن الكلام ، إما على حذف الصفة ، أو على حذف المضاف ، قوله : ( أي سؤالك ) أشار بذلك إلى أن الضمير في أنه عائد على نوح على حذف المضاف ، والمعنى قال الله : يا نوح ، إن سؤالك عمل غير صالح أي غير مقبول ، لأن الله لا يقبل الشفاعة إلاّ في المسلمين ، فسؤالك خطأ ، وذلك نظير استغفار ابراهيم لأبيه ، وهذا غير قادح في منصب النبوة لأن نوحاً كان يظن إسلام ولده ، لأنه كان يظهره ، ومن المعلوم أن الرسل يحكمون بالظاهر ، وقيل إن الضمير عائد على الولد ، ويقال في الإخبار عنه بعمل ما قيل في زيد عدل وهو الراجح . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : ( ونصب غير ) أي على المفعولية لعمل . قوله : ( بالتشديد والتخفيف ) أي فعلى التخفيف تسكن اللام ، وعلى التشديد تفتح اللام وفي قراءة التخفيف وجهان : حذف الياء وإثباتها ، وفي قراءة التشديد ثلاث : فتح النون مع حذف الياء لا غير ، وكسر النون مع حذف الياء وإثباتها ، وكل هذا في حال الوصل ، وأما عند الوقف فلا تثبت أصلاً . قوله : { مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } أي ما لا تعلم أنه صواب أم لا . قوله : { إِنِّيۤ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ } هذا العتاب فيه رفق وتلطف ، والمعنى كأن الله يقول له : إن مقامك عظيم ، فشأنك أن لا تسأل ولا تشفع ؛ إلا فيمن يرجى فيه النجاة ، وأما فيمن تجهل قبول الشفاعة فيه ، فلا يليق منك أن تقدم على السؤال فيه . قوله : { إِنِّيۤ أَعُوذُ بِكَ } أي أتحصن بك . قوله : { أَنْ أَسْأَلَكَ } أي بعد ذلك . قوله : ( ما فرط مني ) أي تقدم وسلف ، وهو الإقدام على سؤال نا ليس به علم ، وهذا لا يقتضي صدور ذنب من نوح ، إذ هو معصوم من الذنوب ، كبيرها وصغيرها ، لأن الله وعد نوحاً عليه السلام ، بأن ينجيه وأهله ، فأخذ نوح بظاهر اللفظ واتبع التأويل ، حيث ظن أن ولده من جملة اهله الناجين ، فلما عاتبه ربه ، رجع على نفسه باللوم والندم مما وقع منه ، وسأله المغفرة والرحمة ، وذلك كما وقع لآدم في الأكل من الشجرة ، وليست هذه ذنوباً ، بل هي من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين .