Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 48-51)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قِيلَ يٰنُوحُ ٱهْبِطْ بِسَلاَمٍ } أي سلامة وأمن ، ودخل في هذا السلام ، وكل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة ، وفيما بعده من المتاع والعذاب ، كل كافر وكافرة إلى يوم القيامة . قوله : ( انزل من السفينة ) ورد أنه لما نزل منها ، أراد أن يبعث من يأتيه بخبر الأرض ، فقال له الدجاج أنا ، فأخذوه وختم على جناحه وقال لها : أنت مختومة بخاتمي لا تطيري أبداً تنتفع بك أمتي فبعث الغراب فأصاب جيفة فوقع عليها فاحتبس ، فلعنه ودعا عليه بالخوف ، فلذلك يقتل في الحل والحرم ولا يألف البيوت ، وبعث الحمام فلم تجد قراراً فوقفت على شجرة بأرض سبأ ، فحملت ورقة زيتون ، ورجعت إلى نوح ، فعلم أنها لم تتمكن من الأرض ، ثم بعثها بعد ذلك ، فطارت حتى وقفت بوادي الحرم ، فإذا الماء قد ذهب موضع الكعبة ، وكانت طينتها حمراء ، فاختضبت رجلاها ، ثم جاءت إلى نوح فقالت : بشراي منك ، أن تهب لي الطوق في عنقي ، الخضاب في رجلي ، وأن أسكن الحرم ، فمسح يده على عنقها وطوقها ووهب لها الحمرة في رجليها ، ودعا لها ولذريتها بالبركة . قوله : ( أي من أولادهم ) إلخ ، أشار بذلك إلى أن من تبعيضية ، والكلام على حذف مضاف ، والمعنى وعلى أمم من ذرية ممن معك . قوله : { وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ } يقال فيه ما قيل فيما قبله ، أي وامم من ذرية من معك سنمتعهم إلخ . والمعنى أن ذرية الأمم الذين معه ، بعضها مؤمن فعليه السلام ، وبعضها كافر فيمتع في الدنيا ، ثم يمسه العذاب الأليم في الآخرة ، والذرية المذكورة لم تكن إلا من أولاده الثلاثة كما تقدم ، فهو الأب الثاني للخلق بعد آدم . قوله : { تِلْكَ } مبتدأ ، أخبر عنه بثلاثة أخبار . قوله : { مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ } أي تفصيلاً . قوله : { فَٱصْبِرْ } هذا هو المقصود من ذكر ذلك القصة ، أي فتسل ولا تحزن على عدم إيمان المشركين ، ولا تنزعج من أذاهم . قوله : { وَإِلَىٰ عَادٍ } الجملة معطوفة على جملة { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ } [ هود : 25 ] عطف قصة على قصة ، وأخر هوداً لأنه متأخر عن نوح في الزمن ، إذ هو من أولاد سام بن نوح ، وبين هود ونوح ثمانمائة سنة ، وعاد اسم قبيلة تنسب إلى أبيها بن نوح ، وهود بن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد ، وعاش هود أربعمائة سنة وأربعاً وستين سنة . قوله : ( وحدوه ) أي وسمى التوحيد عبادة ، لأنه أساسها ورأسها . قوله : { مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ } ما نافية ، ولكم خبر مقدم ، وإله مبتدأ مؤخر ، وغيره صفته ، ومن زائدة كما قال المفسر . قوله : ( كاذبون على الله ) أي حيث ادعيتم أن لله شركاء وعبدتموهم . قوله : { لاۤ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً } أي ليس مقصدي من تبليغ التوحيد ، والأحكام لكم ، أنكم تعطوني أجراً على ذلك من مال أو غيره ؛ والمقصود من ذلك الخطاب ، إراحة قلوبهم واللطف بهم ، عسى أن يقبلوا ما جاء به بقلب سليم ، وعبر هنا بأجر ، وفي قصة نوح بما لا تفتنا . قوله : { إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱلَّذِي فَطَرَنِيۤ } أي لأنه هو المعطي المانع ، الضار النافع ، المقدم المؤخر ، أطلب من غير . قوله : { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } الهمزة داخلة على محذوف ، والفاء عاطفة على ذلك المحذوف ، والتقدير أجهلتم وعميتم فلا تعقلون .