Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 5-6)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ } من الثني وهو طي الشيء ليكون مستوراً ، فالمراد يعطفون صدورهم على ما فيها من الكفر ليكون مخفياً مستوراً وأصله يثنون ، نقلت ضمة الياء إلى ما قبلها ، ثم حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع الواو ، وهذا المعنى على أن سبب النزول في المنافقين ، وأما على أنه فيمن يستحي ، حال قضاء الحاجة والجماع ، فالمراد بثني الصدر ، انحناؤه بظهره حال قضاء الحاجة ، وتغطيته بثوبه حين قضاء الحاجة والجماع فتأمل . قوله : { لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ } هذا هو علة ثني الصدر على ما فيه . قوله : { أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ } أي يأوون إلى فراشهم ويرتدون ثيابهم . قوله : { مَا يُسِرُّونَ } أي في قلوبهم وقوله : { وَمَا يُعْلِنُونَ } أي بأفواههم . قوله : ( أي بما في القلوب ) أي فالمراد بالصدور والقلوب وما فيها هو الخواطر ، فأطلق المحل وأريد الحال فيه . قوله : ( وما من دابة ) النكرة في سياق النفي تعم ، فدخلت جميع الدواب عاقلة وغير عاقلة . قوله : ( وهي ما دب عليها ) أي مشى وسار . قوله : { إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا } ليس المراد أن ذلك واجب عليه ، تنزه وسبحانه وتعالى ، بل المراد أنه التزم به وتكفل به التزاماً لا يتخلف ، ففي الحقيقة على بمعنى من ، إنما التعبير بعلى ، ليزداد العبد ثقة بربه توكلاً عليه ، وإن أخذ في الأسباب فلا يعتمد عليها ، بل يثق بالله ويعتمد عليه ، وليكن أخذه في الأسباب امتثالاً لأمره تعالى ، لأن الله يكره العبد البطال ، وخص دواب الأرض بالذكر ، لأنهم المحتاجون للأرزاق ، وأما دواب السماء ، كالملائكة والحور العين ، فليسوا محتاجين لذلك ، بل قوتهم التسبيح والتهليل . قوله : { وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا } أتى بذلك دفعاً لما يتوهم من كونه متكفلاً لكل دابة في الأرض برزقها ، أنه ربما يخفى عليه بعض أماكن تلك الدواب ، فدفع ذلك التوهم بأنه يعلم مكان كل دابة ، فلا تخفى عليه خافية ، والمعنى أنه أحاط علمه بمكان كل دابة وزمانها . قوله : ( بعد الموت ) أي وهو القبر . قوله : { كُلٌّ } ( مما ذكر ) أي من الدابة ورزقها ومستقرها ومستودعها ، فاللوح المحفوظ ، أحاط بجميع أرزاق الدواب وأمكنتها وأزمنتها وأحوالها ، وهذا من باهر قدرته تعالى ، لزيادة طمأنينة العبيد ، ومراجعة الملائكة الموكلين بالأرزاق ، لا خوفاً من نسيانه ، إذ هو مستحيل عليه .