Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 61-63)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَإِلَىٰ ثَمُودَ } عطف على قوله : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً } [ هود : 25 ] عطف قصة على قصة ، وقدر المفسر ( أرسلنا ) إشارة إلى أن قوله أرسلنا الأول مسلّط عليه ، فهو من عطف الجمل ، وثمود هنا يمنع الصرف باتفاق القراء العشرة ، وقرىء شاذاً بالصرف ، بخلاف ما يأتي في قوله : { أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّثَمُودَ } [ هود : 68 ] فبالصرف وعدمه قراءتان سبعيتان ، وثمود اسم أبي القبيلة ، سميت باسمه لشهرته ، وبين صالح وبينه خمسة أجداد ، وبين صالح وهو مائة سنة ، وعاش صالح مائتي سنة وثمانين سنة . قوله : { هُوَ أَنشَأَكُمْ } هذا دليل على كونه هو المستحق للعبادة دون غيره . قوله : { مِّنَ ٱلأَرْضِ } أي مباشرة أو بواسطة ، فالأول كخلق أبينا آدم منها ، والثاني كخلق مواد النطف التي منها النوع الإنساني . قوله : ( جعلكم عماراً تسكنون بها ) أي خلفاء في الأرض ، ويصح أن يكون المعنى جعلكم معمرين لها بعد أن خربت . قوله : { فَٱسْتَغْفِرُوهُ } أي من الذنوب التي مضت . قوله : { ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ } أي أقلعوا عن الذنوب في المستقبل . قوله : ( بعلمه ) أي فالمراد قرب مكانة ورفعة ، والمعنى أن الله قريب من خلقه قرباً معنوياً ، منزهاً عن الإحاطة والجهة ، فهو أقرب من نور العين لها ، ومن سمع الأذن لها ، ومن لمس الجسم له ، ومن الأنف له سبحانه وتعالى : { مُّجِيبٌ } أي فلا يخيب سائلاً . قوله : ( نرجو أن تكون سيداً ) أي لأنه كان يعين ضعيفهم ويعطي فقيرهم ، وكانوا يرجعون إليه في الأمور قبل تلك المقالة ، فلما حصلت قالوا قد انقطع رجاؤنا فيك . قوله : ( الذي صدر منك ) أي وهو نهيهم عن عبادة الأوثان . قوله : { أَتَنْهَانَآ أَن نَّعْبُدَ } أي أتنهانا عن عبادة الذي كان يعبده آباؤنا ، قوله : ( من الأوثان ) بيان لما . قوله : { وَإِنَّنَا } هذه هو الأصل ، ويصح وإنا بنون واحدة مشددة ولذا قرىء به في سورة إبراهيم . قوله : { مُرِيبٍ } وصف لشك والإسناد مجازي ، وحق الإسناد لصاحبه . قوله : ( موقع في الريب ) أي الدائم . قوله : { أَرَأَيْتُمْ } أي أخبروني . قوله : { إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةً } أتى بإن مشاكلة ، لاعتقادهم فيه ومسايرة لخطابهم . قوله : ( بيان ) أي برهان وحجة واضحة . قوله : ( أي عذابه ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف . قوله : { إِنْ عَصَيْتُهُ } أي على فرض وقوع المعصية مني ، وإلا فهي مستحيلة عليه ، كبيرها وصغيرها ، قبل النبوة وبعدها . قوله : ( بأمركم لي بذلك ) أي بعصيانه وموافقتكم . قوله : ( تضليل ) أي لي إن اتبعتكم ، والمعنى أخبروني إن كنت على بينة ونبوة من ربي ، فلا أحد يمنعني من عذاب الله إن اتبعتكم وعصيته ، وحينئذ أكون خاسراً مضيعاً لما أعطاني الله من الحق ، وهل رأيتم نبياً صار كافراً ، وكل هذا تنزل منه لهم .