Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 69-70)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُنَآ } أتى هنا بقصة إبراهيم توطئة لقصة لوط لا استقلالاً ، لأن الهلاك هنا لم يكن لقوم إبراهيم ، ولذا غاير الاسلوب ، فلم يقل وأرسلنا إبراهيم إلى قومه مثلاً ، ورسلنا بضم السين وإسكانها ، قراءتان سبعيتان في جميع القرآن ، متى أضيفت رسل للضمير ، فإن أضيفت للظاهر قرىء بضم السين لا غير ، واختلف في عدة الرسل الذين جاؤوه ، فعن ابن عباس ثلاثة : جبريل وميكائيل وإسرافيل ، وقيل تسعة ، وقيل اثنا عشر ، وقيل غير ذلك ، وعاش إبراهيم من العمر مائة وخمساً وسبعين سنة ، وبينه وبين نوح ألفاً سنة وستمائة وأربعون سنة ، وابنه إسحاق عاش مائة وثمانين سنة ، ويعقوب بن إسحاق عاش مائة وسبعاً وأربعين سنة . قوله : { بِٱلْبُـشْرَىٰ } هي الخبر السار ، سميت بذلك لانبساط البشرة عند حصولها . قوله : ( بإسحاق ويعقوب بعده ) أفاد المفسر أن المراد بالبشرى هنا هي ما يأتي في قوله : { فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ } [ هود : 71 ] إلخ ، ويحتمل أن المراد هنا بقوله هنا : { بِٱلْبُـشْرَىٰ } ما هو أعم من ذلك ، فيشمل بشراه بنجاة لوط ، وهلاك الكافرين ، وغير ذلك . قوله : { قَالُواْ سَلاَماً } هذه تحيتهم الواقعة منهم ، وهو منصوب بفعله المحذوف ، والتقدير سلمنا عليك سلاماً . قوله : ( مصدر ) أي نائب عن لفظ الفعل . قوله : { قَالَ سَلاَمٌ } إنما أتى إبراهيم بالجملة الإسمية في الرد ، لتفيد الدوام والثبوت ، فيكون الرد أحسن من الابتداء ، لأن الجملة الإسمية أشرف من الفعلية ، وقوله : ( عليكم ) قدره المفسر إشارة إلى أن السلام مبتدأ ، والخبر محذوف ، والمسوغ للابتداء بالنكرة التعظيم ، على حد أشر هر ذا ناب ، أو الدعاء . قوله : { فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجْلٍ } ما نافية ، ولبث فعل ماض ، وأن جاء في تأويل مصدر فاعل ، والمعنى لم يتأخر مجيئه بعجل حينذ . قوله : ( مشوي ) أي على الحجارة المحماة في حفرة الأرض ، وهو من فعل أهل البادية ، وكان سميناً يسيل منه الودك كما في آية الذاريات ، وكان عامة مال إبراهيم البقر . قوله : { فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ } هذا مرتب محذوف ، كما في الآية الأخرى ، فقربه إليهم فقال ألا تأكلون ، فلما رأى الخ ، في بعض الروايات قالوا : لا نأكل طعاماً إلا بثمن ، قال : فإن له ثمناً ، قالوا : وما ثمنه ؟ قال : تذكرون اسم الله على أوله ، وتحمدونه على آخره ، فنظر جبريل إلى ميكائيل قال : وحق لهذا أن يتخذه ربه خليلاً . قوله : ( خوفاً ) أي من أجل امتناعهم من طعامه فخاف منهم الخيانة ، على عادة الخائن ، أنه لا يأكل طعام من أراد خيانته . إن قلت : كيف يخاف إبراهيم منهم ، مع كونه خليل الرحمن ، وهم محصورون في بيته ؟ أجيب : بأن خوفه لما رأى فيهم من جلال الله وهيبته ، فخوفه من ربه لا من ذواتهم . قوله : { قَالُواْ لاَ تَخَفْ } أي جواباً لقوله لهم كما في سورة الحجر { إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ } [ الحجر : 52 ] . قوله : { إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ } أي وهو ابن أخي إبراهيم الخليل ، وهو أول من آمن به ؛ وأبوه هاران أخو إبراهيم . قوله : ( لنهلكهم ) أخذ هذا المقدر من قوله في سورة الذاريات { لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ * مُّسَوَّمَةً } [ الذاريات : 33 - 34 ] الخ . قوله : ( سارة ) بالتخفيف والتشديد ، وهي بنت عمه . قوله : ( تخدمهم ) أي على عادة نساء العرب ، لا يتحاشون خدمة الضيوف .