Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 76-77)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَمْرُ رَبِّكَ } أي قضاؤه وحكمه . قوله : ( غير مردود ) أي غير مصروف عنهم ، فإنه قضاء مبرم لا محيص عنه . قوله : { وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَا } أي الملائكة الذين كانوا عند إبراهيم ، والمعنى أنهم ارتحلوا من عند إبراهيم حتى أتوا قرية لوط ، وتسمى سدوم بلد بحمص ، وبينها وبين الخليل أربعة فراسخ ، نصف النهار ، فوجدوا لوطاً يعمل في أرض له ، وقيل كان يحتطب ، وقد قال الله للملائكة لا تهلكوهم حتى يشهد عليهم لوط أربع شهادات ، فاستضافوه فانطلق بهم ، فلما مشى بهم ساعة قال لهم : أما بلغكم أمر هذه القرية ؟ قالوا : وما أمرها ؟ قال : أشهد بالله أنها أشر قرية في الأرض عملاً ، قال ذلك أربع مرات ، فمضوا معه حتى دخلوا منزله ، وقيل إنه مر مع الملائكة على جماعة من قومه ، فتغامزوا فيما بينهم ، فقال لوط : إن قومي شر خلق الله ، فقال جبريل : هذه واحدة ، فمر على جماعة أخرى فتغامزوا ، فقال مثله ، ثم مر على جماعة أخرى ففعلوا ذلك ، فقال لوط مثل ما قال أولاً ، حتى قال ذلك أربع مرات ، وكلما قال لوط هذا القول ، قال جبريل للملائكة اشهدوا ، وقيل إن الملائكة جاؤوا إلى بيت لوط ، فوجدوه في داره ، فدخلوا عليه ولم يعلم أحد بمجيئهم إلا أهل بيت لوط ، فخرجت امرأته الخبيثة فأخبرت قومها وقالت : إن في بيت لوط رجالاً ما رأيت مثل وجوههم قط ولا أحسن منهم . قوله : { وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً } الأصل فيه ، أن البعير يذرع بيده في سيره ذرعاً على قدر سعة خطوته ، فإذا حمل عليه ضعف ومد عنقه وضاق ذرعه ، فأطلق الذرع وأريد منه الصدر ، فالمراد ضاق صدره ، لعدم الخلاف من ذلك المكروه . قوله : ( فخاف عليهم قومه ) منصوب بنزع الخافض أي من قومه . قوله : { عَصِيبٌ } مأخوذ من العصب وهو الشدة ، ومنه العصابة التي يشد بها الرأس . قوله : ( لما علموا بهم ) أي إما لأنهم رأوهم مع لوط في الطريق ، أو أعلمتهم زوجته .