Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 82-85)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا } أي على أهلها الخارجين عنها في الأسفار وغيرها ، وقيل على القرى بعد قلبها ، فمن جملة ما وقع ، أن رجلاً منهم كان في الحرم ، فجاءه حجر ووقف في الهواء أربعين يوماً ينتظر ذلك الرجل ، حتى خرج من الحرم فسقط عليه فقتله . قوله : ( متتابع ) أي في النزول . قوله : ( عليها اسم من يرمى بها ) أي مكتوب على كل حجر اسم صاحبه الذي يرمى به . قوله : ( الحجارة أو بلادهم ) هذان تفسيران في مرجع الضمير ، قيل : يعود على الحجارة لأنها أقرب مذكور ، وقيل : يعود على القرى المهلكة ، وعلى الأول فهو وعيد عظيم لكل ظالم من هذه الأمة ، ففي الحديث : " سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عن المراد بالظالمين ، فقال له جبريل : يعني ظالمي أمتك ، ما من ظالم منهم ، إلا وهو بعرض حجر ، يسقط عليه من ساعة إلى ساعة " قوله : { بِبَعِيدٍ } أي بمكان بعيد ، بل بمكان قريب يمرون عليها في أسفارهم , قوله : { وَإِلَىٰ مَدْيَنَ } معطوف على قوله : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً } [ هود : 25 ] عطف قصة على قصة ، ومدين اسم قبيلة ، سميت باسم جدهم مدين بن إبراهيم ، ويسمى شعيب خطيب الأنبياء ، لحسن مراجعته قومه . قوله : { أَخَاهُمْ شُعَيْباً } أي في النسب لا الدين ، لأنه ابن ميكائيل بن يشجر بن مدين بن إبراهيم . قوله : { ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } أمرهم بالتوحيد أولاً لأنه أهم الأشياء وأصلها ، وغيره فرع ، فإذا صلح الأصل صلح الفرع . قوله : { وَلاَ تَنقُصُواْ ٱلْمِكْيَالَ وَٱلْمِيزَانَ } نقص يتعدى لمفعولين : فالمفعول الأول قوله : { ٱلْمِكْيَالَ وَٱلْمِيزَانَ } والمفعول الثاني محذوف تقديره شيئاً ، والمعنى لا تنقصوهما شيئاً أصلاً عند الأخذ ولا عند الدفع ، فنقصهما عند الدفع ظاهر ، ونقصهما عند الأخذ بأن يزيد على حقه في المبيع ، وهو في الحقيقة نقص الثمن ، قال تعالى : { وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ * ٱلَّذِينَ إِذَا ٱكْتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ } [ المطففين : 1 - 3 ] . قوله : { إِنِّيۤ أَرَاكُمْ } أي فاقتنعوا بما أعطاكم الله ، ولا تطففوا الكيل والميزان . قوله : ( ووصف اليوم به ) أي بقوله محيط . قوله : ( مجاز ) أي عقلي في الإسناد للزمان . قوله : { وَلاَ تَبْخَسُواْ } كرر ذلك ثلاث مرات ، أولها قوله : { وَلاَ تَنقُصُواْ ٱلْمِكْيَالَ وَٱلْمِيزَانَ } ، وثانيها قوله : { وَيٰقَوْمِ أَوْفُواْ ٱلْمِكْيَالَ وَٱلْمِيزَانَ } ، وثالثها قوله : { وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ } تأكيداً لكونهم مصرين على ذلك العمل القبيح منهمكين فيه . قوله : { أَشْيَآءَهُمْ } أي أموالهم ، ودخل في ذلك من يسوم السلع ينقص قيمتها ، وهو مشهور تقتدي به الناس ، فالواجب إعطاء كل سلعة قيمتها ، وإعطاء كل ذي حق حقه ، وحينئذ فهو عطف عام على خاص . قوله : { وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } هذا أعم مما قبله ، والمعنى لا تكونوا من المفسدين في الأرض بالمعاصي ، بل كونوا مصلحين لدينكم ودنياكم .