Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 9-12)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ } أي أخذناه قهراً . قوله : ( قنوط ) أي لقلة صبره وعدم رجائه في ربه . قوله : { لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّيِّئَاتُ عَنِّيۤ } أي على حسب عادة الدهر ، ولا ينظر لفضل الله في ذلك ، فهو مغضوب عليه على كل حال . قوله : { إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ } مستثنى من قوله : { وَلَئِنْ أَذَقْنَا ٱلإِنْسَانَ } إلخ ، وقد أشار المفسر ، إلى أن هذا الاستثناء منقطع ، حيث عبر بلكن ، ويصح أن يكون متصلاً ، باعتبار أن المراد بالإنسان الجنس لا واحد بعينه . قوله : { لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ } أي لذنوبهم . قوله : { وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } أي عظيم مدخولهم في الآخرة . قوله : { فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ } لعل تأتي للترجي في الأمر المحبوب ، كما تقول : لعل الحبيب قادم ، وتأتي للتوقع في الأمر المكروه ، كما تقول : لعل العدو قادم ، والآية من هذا الثاني ، غير أن التوقع ليس على بابه ، إذ مستحيل على رسول الله كتم بعض ما أمر بتبليغه والعزم على ذلك ، بل المقصود منه الاستفهام الإنكاري ، والتحضيض على التبليغ ، مع عدم المبالاة بمن عاداه ، كأن الله يقول لنبيه : بلغ ما أمرت به ، ولو كره المشركون ذلك ، ولا تترك التبليغ محافظة على عدم استهزائهم ، وذلك أن رسول الله ، كان إذا قرأ آية فيها سب المشركين وآلهتهم ، نفروا وقالوا : أئت بقرآن غير هذا أو بدله ، ونحن نتبعك ، فرد الله عليهم ذلك ، حيث حضه على التبليغ ، ونهاه عن الكتم . قوله : { بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ } أي وهو ما فيه سب آلهتهم . قوله : { وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ } أي لا يكن منك ضيق صدر ، بسبب استهزاء الكفار بك ، فإن الله حافظك وناصرك عليهم وخاذلهم . { أَن يَقُولُواْ } أي فقد قالوا : إن كنت صادقاً في الرسالة من عند الله الذي تصفه بالقدرة التامة ، وأنك حبيبه وعزيز عنده ، مع أنك فقير ، فهلا أنزل عليك ما تستغني بذلك أنت وأصحابك ؟ وهلا أنزل عليك ملك يشهد لك بالرسالة ؟ قوله : { كَنزٌ } أي مال كثير ، وسمي بذلك لأن شأنه أن يكنز . قوله : ( فلا عليك إلا البلاغ ) أي فلا تبال بقولهم ، ولا تغنم منهم . قوله : ( حفيظ ) أي فيحفظك ويجازيهم .