Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 30-31)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي ٱلْمَدِينَةِ } اختلف في عدتهن ، فقيل خمس وقيل أربعون ، وجمع بينهما ، بأن أصل الإشاعة كان من خمس وهن : امرأة صاحب الملك ، وامرأة صاحب دوابه ، وامرأة خبازه ، وامرأة ساقيه ، وامرأة صاحب سجنه ، ونسوة اسم جمع لا واحد له من لفظه . قوله : { ٱمْرَأَةُ ٱلْعَزِيزِ } مبتدأ ، وقوله : { تُرَاوِدُ فَتَاهَا } خبر أول ، وقوله : { قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً } خبر ثان ، وحباً تمييز محول عن الفاعل ، والأصل قد شغف حبه قلبها . قوله : { فَتَاهَا } الفتى هو الشاب القوي . قوله : ( أي دخل حبه شغاف قلبها ) الشغاف جلدة رقيقة على القلب ، تمنع أذى الطعام والشراب عن القلب ، وحينئذ يكون المعنى : أن حبه خرق تلك الجلدة ، ووصل القلب وسكنه ، وقيل : إن معنى شغفها صار محيطاً بقلبها كما يحيط الشغاف بالقلب ، حتى لا تكاد تنظر لغيره . قوله : ( خطأ ) { مُّبِينٍ } أي حيث تركت ما يليق بها من العفة والستر وأحبت غير زوجها . قوله : { بِمَكْرِهِنَّ } أي حديثهن ، وسمي مكراً لأنهن طالبن بذلك رؤية يوسف ، لأنه قد وصف لهن حسنه وجماله ، فتعلقن به وأحببن أن يرينه . قوله : ( غيبتهن ) إنما سميت الغيبة مكراً ، لإخفائها عن المغتاب كما يخفى المكر . قوله : { أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ } أي وكن أربعين امرأة من أشراف المدينة ، فصنعت لهن ضيافة عظيمة . قوله : { وَأَعْتَدَتْ } أي هيأت وأحضرت . قوله : { مُتَّكَئاً } سمي الطعام بذلك لأنه يتكأ عنده ، على عادة المتكبرين من أكل الفواكه حال الإتكاء قوله : ( وهو الأترج ) بضم الهمزة وسكون التاء وضم الراء وتشديد الجيم جمع أترجة ، ويقال فيه ترنج ، والأولى هي الفصحى . قوله : { سِكِّيناً } أي خنجراً ، وكان من عادتهن أكل الفواكه واللحم بالسكين . قوله : { وَقَالَتِ ٱخْرُجْ عَلَيْهِنَّ } أي وقد زينته بأحسن الزينة وحبسته في مكان آخر . قوله : { فَلَمَّا رَأَيْنَهُ } مرتب على محذوف تقديره فخرج فلما رأينه إلخ . قوله : ( أعظمنه ) أي هبنه ودهشن عند رؤيته من شدة حسنه وجماله ، يقال إنه ورث حسن آدم يوم خلقه الله عز وجل قبل أن يخرج من الجنة ، وقيل : إنهن أعظمنه لأنهن رأين عليه آثار النبوة والمهابة وعدم الالتفات إليهن ، فوقع الرعب في قلوبهن وتعجبن منه . قوله : { وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ } أي جرحنها حتى سال الدم ، قال وهب : مات منهن جماعة . قوله وقلن : { حَاشَ } بإثبات ألف بعد الشين وحذفها قراءتان سبعيتان ، وهذا بالنظر للنطق ، وأما في الرسم فلا تكتب فيه ألف بعد الشين . قوله : { مَا هَـٰذَا بَشَراً } أي معاذ الله أن يكون هذا بشراً ، إنما هذا ملك كريم على ربه . قوله : { إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ } المقصود من هذا ، إثبات الحسن العظيم ليوسف ، لسماعهم أنه لا شيء أحسن من الملك ، ولأنه لما كان الملك مطهراً من بواعث الشهوة مهاباً ، لا تحكم عليه الصورة شبه به . قوله : ( شطر الحسن ) أي نصفه ، والمعنى أن الله خلق حسناً ، فأعطي يوسف نصفه ، وقسم نصفه بين الخلائق .