Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 43-45)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَقَالَ ٱلْمَلِكُ } إلخ . أي لما أراد الله الفرج عن يوسف ، وإخراجه من السجن ، رأى ملك مصر رؤيا عجيبة أهالته ، فجمع سحرته وكهنته ومعبريه ، وأخبرهم بما رأى في منامه ، وسألهم عن تأويلها ، فأعجزهم الله جميعاً ، ليكون ذلك سبباً لخلاص يوسف من السجن . قوله : ( أي رأيت ) أشار بذلك إلى أن المضارع بمعنى الماضي ، استحضاراً للحال الماضية ، وحاصل رؤياه : أنه رأى في منامه ، سبع بقرات سمان قد خرجن من البحر ، ثم خرج بعدهن سبع بقرات عجاف ، في غاية الهزال والضعف ، فابتلعت العجاف السمان ودخلت في بطونها ، ولم ير منهن شيء ، ولم يتبين على العجاف شيء منها ، ورأى سبع سنبلات خضراً قد انعقد حبها ، وسبعاً أخر يابسات قد استحصدن ، فالتوت اليابسات على الخضر حتى علون عليهن ، ولم يبقى من خضرتهن شيء . قوله : ( جمع عجفاء ) أي جمع سماعي والقياس عجف ، قال ابن مالك : فعل لنحو أحمر وحمراً . قوله : { خُضْرٍ } أي انعقد حبها ، قوله : { وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ } أي بلغت أوان الحصاد ، وهو معطوف على سبع ، ويكون قد حذف اسم العدد منه ، لدلالة ما قبله عليه . قوله : { يٰأَيُّهَا } أي السحرة والمعبرون . قوله : { تَعْبُرُونَ } من عبر بالتخفيف ، يقال عبر البحر جاوزه ، وعبر الرؤيا فسرها ، كأن المعبر لما فسر الرؤيا خلص من ورطتها ، كالذي يجاوز البحر ، وزيدت اللام في الرؤيا تقوية للعامل ، لتأخره عن معموله . قوله : ( فاعبروها لي ) قدره إشارة إلى أن جواب الشرط محذوف ، دل عليه ما قبله . قوله : { أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ } أي تخاليطها جمع ضغث ، وأصله ما جمع وحزم من النبات ، كالحزمة من الحشيش ، استعير للرؤيا الكاذبة ، والمعنى أنهم قالوا : إن هذه الرؤيا اخلاط أحلام من الشيطان فلا تعبر ، وهذا لفرط عجزهم وجهلهم بتعبيرها ، على العادة أن من جهل شيئاً عاداه . قوله : { وَقَالَ ٱلَّذِي نَجَا } إلخ ، أي بعد أن جلس بين يدي الملك وقال له إن في السجن رجلاً عالماً بتعبير الرؤيا . قوله : { وَٱدَّكَرَ } إنا حال من { ٱلَّذِي } أو عطف على { نَجَا } . قوله : ( فيه إبدال التاء ) أي تاء الافتعال ، والأصل إذتكر بتاء بعد الذال ، قلبت التاء دالاً فاجتمع متقاربان ، أبدل الأول من جنس الثاني وأدغم . قوله : ( وإدغامها في الذال ) المناسب قلب العبارة بأن يقول : وإدغام الذال في الدال أي بعد فلبها دالاً . قوله : { بَعْدَ أُمَّةٍ } بضم الهمزة وتشديد الميم ، هي في الأصل الجماعة من الناس ، ثم أطلق على الجماعة من الأيام . قوله : ( حين ) أي وهو سنتان أو سبع أو تسع . قوله : ( حال يوسف ) أي من كونه عالماً بتعبير الرؤيا . قوله : { فَأَرْسِلُونِ } إنما جمع وإن كان الخطاب لواحد لأجل التعظيم . قوله : { فَأَرْسِلُونِ } أشار بذلك إلى أن الكلام حذف ثلاث جمل ، وجملة مجيء الرسل ليوسف في السجن أربع مرات : الأولى في قوله : ( فأرسلوا يوسف ) إلخ . والثانية في قوله : { فَلَمَّا جَآءَهُ ٱلرَّسُولُ قَالَ ٱرْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ } [ يوسف : 50 ] . والثالثة في قوله : { ذٰلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ } [ يوسف : 52 ] . والرابعة في قوله : { وَقَالَ ٱلْمَلِكُ ٱئْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي } [ يوسف : 54 ] إلخ .