Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 62-65)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { ٱجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ } أي فقد وكل بكل رجل واحداً من غلمانه ، ويضع فيه ثمن الطعام الذي في هذا الرحل . قوله : ( وكانت دراهم ) وقيل كانت نعالاً وجلوداً ، والأقرب الأول ، لأن شأن الدراهم أن تخفى ، ولا شك أنهم لم يعلموا بها إلا عند تفريغ أوعيتهم . قوله : ( لأنهم لا يستحلون إمساكها ) أي لأن ديانتهم وأمانتهم ، تحملهم على رد البضاعة إليه إذا وجدوها ، لأنهم مطهرون من أكل ما لم يحل لهم ، وقيل قصد يوسف بذلك ، مواساة أبيه وإخوته ، خوفاً أن لا يكون عندهم شيء من المال ، وقيل أراد أن يريهم بره وكرمه ، ليكون ذلك باعثاً لهم على الرجوع ، وقيل رأى أن أخذ ثمن الطعام من أبيه وإخوته لؤم ، وقيل أراد أن يحسن إليهم على وجه لا يلحقهم فيه منة ولا عيب . قوله : { فَلَمَّا رَجَعُوا } أي التسعة لما تقدم أنه أخذ شمعون رهينة على أن يأتوه ببنيامين . قوله : { مُنِعَ مِنَّا ٱلْكَيْلُ } أي بعد هذه المرة . قوله : ( بالنون والياء ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، وأصل نكتل نكتيل ، تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفاً ثم حذفت لالتقاء الساكنين . قوله : { هَلْ آمَنُكُمْ } الاستفهام إنكاري ، ولذا فسر هل بما ، والمعنى كيف آمنكم على ولدي بنيامين ، وقد فعلتم بأخيه يوسف ما فعلتم ، وأنكم ذكرتم مثل هذا في شأن يوسف حيث قلتم { وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } فلما لم يحصل الحفظ هناك ، فكيف آمنكم هنا . قوله : { إِلاَّ كَمَآ أَمِنتُكُمْ } الكاف بمعنى مثل صفة لمصدر محذوف ، والتقدير إلا ائتماناً مثل ائتماني لكم على أخيه ، إلخ . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : ( تمييز ) أي على كل من القراءتين . قوله : ( فأرجو أن يمن بحفظه ) أي ولا يجمع على مصيبتين ، قال كعب الأحبار : لما قال الله له : لأردن عليك كليهما حيث توكلت علي واستحفظتني عليه . قوله : { وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ } أي بحضرة أبيهم . قوله : { وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ } أي وهي ثمن الميرة . قوله : ( أعظم من هذا ) ورد أنهم قد كانوا ذكروا ليعقوب إحسان ملك مصر إليهم ، وحثوا يعقوب على إرساله بنيامين معهم ، فلما وجدوا بضاعتهم ردت إليهم ، قالوا أي شيء نطلب بعد هذا الإكرام ، أوفى لنا الكيل ورد لنا الثمن ، لو كان رجلاً من أولاد يعقوب ما أكرمنا كرامته ، فقال لهم يعقوب : إذا رجعتم إلى مصر ، فأقرئوه مني السلام وقولوا له : إن أبانا يصلي عليك ، ويدعو لك بما أوليتنا . قوله : { وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ } أي على أحمالنا .