Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 84-85)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ } مرتب على ما ذكروه له . قوله : ( الألف بدل من ياء الإضافة ) أي والأصل يا أسفي ، بكسر الفاء وفتح الياء ، قلبت الكسرة فتحة ، ثم تحركت الياء ، وانفتح ما قبلها قلبت ألفاً ، فيقال في إعرابه أسفى منادى منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المنقلبة ألفاً . قوله : { عَلَى يُوسُفَ } إنما يجدد حزنه على يوسف عند إخباره بواقعة بنيامين ، لأن الحزن قديم إذا صادفه حزن آخر ، كان أوجع للقلب ، وأعظم لهيجان الحزن ، وليس في هذا إظهار جزع ، بل هو شكوى لله لا للخلق ، فمعنى يا أسفي ، أشكو إلى الله شدة حزني ، فلا ينافي قوله : { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ } [ يوسف : 83 ] . قوله : { وَٱبْيَضَّتْ عَيْنَاهُ } قيل معناه عمي فلم يبصر شيئاً ست سنين ، وهذا بناء على جواز مثل هذا على الأنبياء بعد التبليغ واشتهار الأمر ، وقيل معناه ضعف بصره من كثرة البكاء ، واتصال الدمع بعضه ببعض ، ولم يكن عمي حقيقة ، بل من كثرة البكاء صار على إنسان العين غشاوة مانعة له من النظر ، ولم يذهب أصلاً ، وهذا هو الأقرب . قوله : { فَهُوَ كَظِيمٌ } أي مكظوم ، ممتلىء من الحزن ممسك عليه ، لا يذكره لأحد ، قال قتادة : الكظيم الذي برد حزنه في جوفه ، ولم يقل إلا خيراً . قوله : { قَالُواْ تَاللهِ } أي تسلية له على ما نزل به من الحزن العظيم . إن قلت : كيف حلفوا على شيء لا يعلمون حقيقته ؟ أجيب : بأنهم حلفوا على غلبة الظن ، وهي بمنزلة اليقين ، فهو من لغو اليمين الذي لا يؤاخذ به العبد . قوله : { تَفْتَؤُاْ تَذْكُرُ يُوسُفَ } إلخ ، إنما قدر المفسر ( لا ) لأن القسم المثبت جوابه مؤكد بالنون أو اللام عند الكوفيين ، أو بهما عند البصريين ، فلما رأينا الجواب هنا خالياً منهما ، علمنا أن القسم على النفي بمعنى أن ، جوابه منفي لا مثبت ، فلو قيل : والله أحبك كان المراد لا أحبك ، وهو من قبيل التورية ، ومن ذلك إذا قال : والله أجيئك غداً في فيحنث في المجيء ، بخلاف ما إذا قال لأجيئنك فيحنث بعدمه . قوله : { حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضاً } هو من باب تعب ، يقال : حرض حرضاً أشرف على الهلاك . قوله : ( وغيره ) أي المثنى والمجموع والمذكر والمؤنث .