Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 11-11)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : ( للإنسان ) أي مؤمن أو كافر ، وهذا من مزيد التكرمة للنوع الإنساني ، وإلا فهو الحافظ لكل شيء . قوله : ( ملائكة ) قيل : خمسة بالليل وخمسة بالنهار ، واحد على اليمين يكتب الحسنات ، وواحد على الشمال يكتب السيئات ، وواحد موكل بناصيته ، فإذا تواضع رفعه ، وإذا تكبر وضعه ، وواحد موكل بعينيه يحفظهما من الأذى ، وواحد موكل بفمه يمنع عنه الهوام ، والصحيح أنهم عشرة بالليل وعشرة بالنهار ، كما في شرح الجوهرة نقلاً عن حديث البخاري ، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ، ثم يعرج الذين كانوا من قبل ، فيسألهم الله ويقول : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون ، وأتيناهم وهم يصلون ، ولا يفارقون الشخص أبداً إلى الممات ، فإذا مات فقد فرغ حفظهم له ، وهم واحد على يمينه ، وآخر على شماله ، وآخر أمامه ، وآخر آخذ بناصيته ، فإن تواضع رفعه ، وإن تكبر خفضه ، وهؤلاء العشرة غير رقيب وعتيد ، كاتبي الحسنات والسيئات على المعتمد ، وحكمة إجابة الملائكة بقولهم : تركناهم وهم يصلون ، ولم يذكروا الكافر والتارك للصلاة ، أن العمل الصالح يرفع لأهل السماء ، فيتشرف بنو آدم على العموم ، وتنزل عليهم الرحمة ، وتكثر أرزاقهم ، لأن الرحمة تعم الطائع والعاصي ، فأخبار الملائكة بطاعة بني آدم على العموم لاستجلاب الرحمة لهم من عالم الغيب . قوله : { مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ } اختلف المفسرون في من ، فقيل بمعنى الباء والمحفوظ منه محذوف ، والتقدير يحفظونه بأمر الله من الحوادث ، وقيل إن من على حقيقتها ، والمحفوظ منه مذكور بقوله : { مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ } أي يحفظونه من الجن والحوادث وغير ذلك ، إذا علمت ذلك ، فالمفسر قد أفاد القول الأول . قوله : ( من الحالة الجميلة ) أي وهي الطاعة ، والمعنى أنها جرت عادة الله ، أنه لا يقطع نعمة عن قوم ، إلا إذا بدلوا أحوالهم الجميلة بأحوال قبيحة وبمعنى هذه الآية قوله تعالى : { ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } [ الأنفال : 53 ] . وقوله عليه الصلاة والسلام : " إذا رأيت قسوة في قلبك ، وحرماناً في رزقك ، ووهناً في بدنك ، فاعلم أنك تكلمت بما لا يعنيك " فالنعم تأتي من الله بلا سبب ، وسلبها يكون بسبب المعاصي . قوله : { وَإِذَا أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوْمٍ سُوۤءًا } إذا شرطية وجوابها قوله : { فَلاَ مَرَدَّ لَهُ } والعامل فيها محذوف لدلالة الجواب عليه ، تقديره لم يرد أو واقع ، والمعنى متى سبق في علم الله نزول بلاء بقوم ، فلا يقدر على دفعه أحد من الملائكة ولا من غيرهم ، إذا علمت ذلك تعلم جهل من يقول : لو كانت الأولياء موجودين ، لما نزل علينا بلاء . قوله : { وَمَا لَهُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ } أي ناصر يدفعه ، قال تعالى : { وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَىٰ } [ النجم : 26 ] فلا دافع لما قضاه ، ولا راد لما قدره .