Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 12-12)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ } لما أخبر سبحانه وتعالى بقوله : { وَإِذَا أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوْمٍ سُوۤءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ } [ الرعد : 11 ] رتب عليه قوله : { هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ } إلخ ، إشارة إلى أنه سبحانه وتعالى منه الرحمة والعقاب . قوله : { ٱلْبَرْقَ } هو لمعان يظهر من خلال السحاب ، وقيل لمعان المطراق الذي يزجر به السحاب . قوله : { خَوْفاً وَطَمَعاً } منصوبان على الحال من الكاف في يريكم ، وليس مفعولاً لأجله ، لعدم اتحاد الفاعل ، فإن فاعل الإرادة الله ، وفاعل الخوف والطمع العبيد ، وبعضهم جعله مفعولاً لأجله ، بتأويل يريكم بيجعلكم رائين فتخافون وتطمعون . قوله : ( للمسافرين ) لا مفهوم له بل المقيمون الذين يضرهم المطر ، كمن يجفف الثمار والحبوب ، وكذلك قوله : { وَطَمَعاً } ( للمقيم ) إلخ ، لا مفهوم له أيضاً ، بل المسافر المحتاج للمطر للشرب مثلاً ، كذلك فالبرق تارة يكون خيراً ، وتارة يكون شراً للمسافرين والمقيمين ، فينبغي للإنسان أن يكون دائماً خائفاً راجياً ، لأن الله تعالى قد يأتي بالخبر فيما ظاهره شر ، ويأتي بالشر فيما ظاهره خير . قوله : { وَيُنْشِىءُ ٱلسَّحَابَ } هو ثمر شجرة في الجنة ، يخلقه الله وينزل فيه الماء من السماء ، فالسحاب من الجنة ، وماؤه من الجنة ، تهب الريح من تحت ساق العرش ، فتخرج الحامل والمحمول من الجنة ، وهذا مذهب أهل السنة ، وقالت المعتزلة : إن السحاب له خراطيم كالإبل ، فينزل فيشرب من البحر المالح ويرتفع في الجو ، فتنسفه الرياح فيحلو ، فينزله الله على من أراد من خلقه . قوله : ( هو ملك موكل بالسحاب ) إلخ ، هذه هو المشهور بين المفسرين ، وعليه فما نسمعه هو صوت تسبيح الملك الموكل بالسحاب ، فإذا سمعته الملائكة ، ضجت معه بالتسبيح ، فعندها ينزل المطر ، وقيل هو صوت الآلة التي يضرب بها السحاب .