Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 9-10)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : ( ما غاب وما شاهد ) أي ما غاب عنا وما شوهد لنا ، وإلا فكل شيء بالنسبة له مشاهد ، فلا فرق بين ما في أعلى السماوات وما في تخوم الأرضين . قوله : { ٱلْكَبِيرُ } الذي يصغر كل شيء عنده ذكره ، وليس المراد به كبر الجثة ، إذ هو مستحيل عليه تعالى ، فالمراد الكبير المتصف بكل كمال أزلاً وأبداً . قوله : { ٱلْمُتَعَالِ } أي المنزه عن كل نقص . قوله : ( بياء ودونها ) أي فهما قراءتان سبعيتان في الوصل والوقف ، وأما في الرسم فالياء محذوفة لا غير . قوله : { سَوَآءٌ مِّنْكُمْ } إلخ ، { سَوَآءٌ } خبر مقدم ، و { مَّنْ أَسَرَّ ٱلْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ } مبتدأ مؤخر ، ولم يثن الخبر لأنه في الأصل مصدر ، وهو لا يثنى ولا يجمع ، و { مِّنْكُمْ } حال من الضمير المستتر في { سَوَآءٌ } لأنه بمعنى مستو . قوله : ( في علمه تعالى ) أي فهو يعلم الجميع على حد سواء ، لا يتفاوت من جهر على من أسر . قوله : { مَّنْ أَسَرَّ ٱلْقَوْلَ } أي في نفسه فلم يسمعه غيره . قوله : { وَمَنْ جَهَرَ بِهِ } أي سمعه غيره ، والمعنى سواء ما اضمرته القلوب ، وما نطقت به الألسنة . قوله : { وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِٱلَّيلِ } أي وسواء من استخفى في ظلام الليل ، ومن هو ظاهر في النهار ، لأنه الخالق لليل وظلمته ، والنهار ونوره ، وما تفعله العبيد فيهما من خير وشر ، وهذه الآية من تدبرها وعمل بمقتضاها أورثته الإخلاص في أعماله ، فيستوي عنده إسرار العبادة وإظهارها ، ليلاً أو نهاراً والمراقبة ، لأنه إذا علم أن هذه الأشياء مستوية عنده ، ولا يخفى عليه شيء منها ، فلا يستطيع أن يقدم على ما نهى عنه ، ولا ظاهراً ولا باطناً . قوله : ( في سربه ) بفتح السين وسكون الراء ، يقال سرب في الأرض سروباً ذهب فيه ذهاباً ؛ والسرب بفتحتين بيت في الأرض لا منفذ له وهو الوكر ، وليس مراداً هنا ، بل المراد الطريق الظاهرة ، وهي بفتح السين وسكون الراء .