Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 13-14)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : ( أي يقول سبحان الله وبحمده ) أي تنزيهاً له عن النقائص ، واتصافاً له بالكمالات . قوله : ( ملتبساً ) أشار بذلك إلى أن الباء للملابسة . قوله : { وَٱلْمَلاَئِكَةُ } قيل المراد بهم أعوان ملك السحاب ، وقيل المراد جميع الملائكة . قوله : { مِنْ خِيفَتِهِ } أي هيبته وجلاله . قوله : ( وهي نار ) إلخ ، وقيل هي الصوت الشديد النازل من الجو ، ثم يكون فيه نار . قوله : ( تخرج من السحاب ) أي فإذا نزلت من السماء ، فربما تغوص في البحر فتقتل الحيتان . قوله : ( نزل في رجل ) أي من طواغيت العرب ، وقد اختصرها المفسر ، وحاصلها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إليه نفراً من أصحابه ، يدعونه إلى الله تعالى ورسوله ، فقال لهم : أخبرونا ، من رب محمد الذي يدعوني إليه ؟ فهل هو من ذهب أو فضة أم حديد أم نحاس ؟ فاستعظم القوم كلامه ، فانصرفوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : ما رأينا أكفر قلباً ولا أجرأ على الله تعالى من هذا الرجل ، فقال : ارجعوا إليه فرجعوا ، فبينما هم عنده يدعونه وينازعونه ، ارتفعت سحابة فكانت فوق رؤوسهم ، فرعدت وبرقت ورمت بصاعقة فأحرقت الكافر وهم جلوس عنده ، فرجعوا ليخبروا النبي صلى الله عليه وسلم ، فبادرهم وقال لهم : احترق صاحبكم ، فقالوا : من أين علمت ؟ قال : قد أوحي إلي { وَيُرْسِلُ ٱلصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ } . قوله : ( بقحف رأسه ) بكسر القاف ، عظم الرأس الذي فوق الدماغ . قوله : { وَهُوَ شَدِيدُ ٱلْمِحَالِ } بكسر الميم من المماحلة وهي المكايدة ، وقيل من المحل وهو القوة والأخذ وهو الأولى ، ولذا مشى عليه المفسر . قوله : { دَعْوَةُ ٱلْحَقِّ } أي شرعها وأمر بها . قوله : ( وهي لا إله إلا الله ) أي مع عديلتها وهي محمد رسول الله ، فهي كلمة الحق جعلت مفتاحاً للإسلام ، فلا يقبل من أحد إلا بالإقرار بها . قوله : ( بالياء والتاء ) أما الياء فمتواترة ، وأما التاء فشاذة ، وكان المناسب للمفسر التنبيه عليها . قوله : { لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم } أي لا يجيبونهم . قوله : { إِلاَّ } ( استجابة ) أشار بذلك إلى أن الكلام على تقديره مصدر مضاف إلى المفعول ، والمعنى أن الأصنام التي يعبدها الكفار ، لا تعقل ولا تسمع ولا تبصر ، فلا تجيب عابديها بشيء أصلاً ، وقد ضرب الله مثلاً لعدم إجابتها لهم بقوله : { كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ } إلخ ، والمعنى أن من بسط كفيه للماء ليدخل في فيه لا يجيبه الماء ، لعدم إشعاره ببسط كفيه وعطشه وعدم قدرته على ذلك ، فكذلك من يدعو الأصنام لتدفع عنه كربة أو توليه نعمة ، لا تجيبه بشيء لعدم قدرتها على ذلك لنفسها فضلاً عن غيرها . قوله : { وَمَا هُوَ } أي الماء . قوله : ( عبادتهم الأصنام أو حقيقة ) إلخ ، هذان قولان في تفسير الدعاء ، والأقرب الأول بدليل قوله أولاً { وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ } . قوله : ( ضياع ) إنما كان دعاؤهم ضائعاً ، لأنه طلب ممن لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ، وأما دعاؤهم لله فليس بضائع ، بل يستجيب لهم إن شاء ، فإن كان بأمور الدنيا فظاهر ، وإن كان بالجنة فيهديهم للإيمان ، هذا هو الذي يجب المصير إليه ؛ ويؤيده قوله تعالى : { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ } [ الأنفال : 33 ] { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [ الأنفال : 33 ] فإنها في مشركي مكة ، وجملة { وَمَا دُعَآءُ ٱلْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ } نتيجة ما قبلها .