Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 15-15)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } أي وهم الملائكة ، ولا يكون إلا طوعاً ، وقوله : { وَٱلأَرْضِ } أي من الإنس والجن . وقوله : { طَوْعاً وَكَرْهاً } حالان من الفاعل أي طائعين ومكرهين ، والكره في المنافقين كما قال المفسر ، وأما باقي الكفار فلم يكن منهم سجود ، وهذا إن حمل السجود على حقيقته ، وهو وضع الجبهة على الأرض بالفعل ، وإن أريد من السجود الأمر به ، بقيت على عمومها ، فيندرج تحتها الإنس والجن والملك ، ويصح حمله على معناه المجازي ، وهو الخضوع والإنقياد ، والمعنى والله خضع وانقاد وذل من في السموات والأرض جميعاً ، وهو بمعنى قوله تعالى : { إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ إِلاَّ آتِي ٱلرَّحْمَـٰنِ عَبْداً } [ مريم : 93 ] وعلى هذا فالمراد بمن في السموات والأرض ، السماوات والأرض ومن فيهن ، وغلب العاقل لشرفه ، ولأنه المكلف بالسجود الحقيقي واللغوي ، فالعارف بربه ، المسلم لأحكامه ، ولو غير عاقل ، بدليل { قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ } [ فصلت : 11 ] ، خضع طوعاً إجلالاً لهيبة الله وجلاله ، والجاهل خضع كرهاً ، بمعنى جرت المقادير عليه رغماً على أنفه . قوله : { وَظِلالُهُم } معطوف على من مسلط عليه يسجد ، كما قدره المفسر ، ومعنى سجود الظل : سجوده حقيقة تبعاً لصاحبه إن أريد بالسجود حقيقته ، وخضوعه وانقياده إن أريد به المعنى المجازي ، وسجود الظلال كلها طوعاً ، لخلوها عن النفس التي تحمل الإنسان على عدم الرضا ، ففي الحقيقة الكاره إنما هو النفس التي حواها الجسم ، وأما الجسم والظلم فخضوعهما طوعاً ، ولذا قيل : إن الكافر إذا سجد للصنم ، سجد ظله لله . قوله : ( البكر ) جمع بكرة وهي من أول النهار . قوله : { وَٱلآصَالِ } جميع أصيل وهو من بعد العصر إلى الغروب ، فالمراد جميع الأوقات إن أريد بالسجود الخضوع والإنقياد ، وأوقات الصلوات إن أريد بالسجود حقيقته .