Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 26-28)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { ٱللَّهُ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ } إلخ ، هذا جواب عن شبهة الكفار حيث قالوا : لو كان الله غضبان علينا كما زعمتم أيها المؤمنون ، لما بسط لنا الأرزاق ونعمنا في الدنيا ، فرد الله عليهم شبهتهم بذلك ، والمعنى أن بسط الرزق في الدنيا ليس تابعاً للإيمان ، بل ذلك بتقدير الله في الأزل لمن يشاء ، فقط يبسط الرزق للكافر استدراجاً . ويضيقه على المؤمن امتحاناً . قوله : ( يوسعه ) { لِمَنْ يَشَآءُ } أي مؤمن أو كافر . وقوله : ( يضيقه لمن يشاء ) أي مؤمن أو كافر . قوله : { وَفَرِحُواْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } هذا بيان لقبح أحوالهم فهو مستأنف . قوله : ( فرح بطر ) أي لا فرح سرور وشكر لنعم الله . قوله : { فِي ٱلآخِرَةِ } أي منسوبة للآخرة ، والمعنى وما الحياة الدنيا منسوبة في جنب الحياة الآخرة إلا متاع . قوله : ( يتمتع به ويذهب ) أي فلا بقاء لها ، قال تعالى : { لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي ٱلْبِلاَدِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ } [ آل عمران : 196 - 197 ] . قوله : ( هلا ) أشار بذلك إلى أن لولا تحضيضية . قوله : { آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ } أي غير ما جاء به من نبع الماء وتسبيح الحصى وغير ذلك . قوله : ( فلا تغني الآيات عنه شيئاً ) أي فمجيئها لا يفيدهم شيئاً ، إذ ما جاز على أحد المثلين يجوز على الآخر ، فما قالوه في حق ما جاء به من كونه سحراً أو كهانة ، يقولونه في حق ما لم يأت به على فرض إتيانه به ، قال تعالى : { وَمَا تُغْنِي ٱلآيَاتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } [ يونس : 101 ] . قوله : { وَيَهْدِيۤ إِلَيْهِ } أي يوصله لمرضاته ولما يحبه . قوله : ( ويبدل من من ) أي بدل كل ، ويصح جعله مبتدأ خبره الموصول الثاني ، وما بينهما اعتراض . قوله : { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أي اتصفوا بالتصديق الباطني الناشىء عن إذعان وقبول . قوله : { وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ } هذه علامة المؤمن الكامل ، والطمأنينة بذكر الله ، هي ثقة القلب بالله ، والاشتغال به عمن سواه ، ثم اعلم أن هذه الآية تفيد أن ذكر الله تطمئن به القلوب ، وآية الأنفال تفيد أن ذكر الله يحصل به الوجل والخوف ، فمقتضى ذلك أنه بين الآيتين تناف ، وأجيب : بأن الطمأنينة هنا معناها السكون إلى الله والوثوق به ، فينشأ عن ذلك ، عدم خوف غيره ، وعدم الرجاء في غيره ، فلا ينافي حصول الخوف من الله والوجل منه ، وهذا معنى آية الأنفال ، وحينئذ فصار الغير عندها هباء منثوراً ليس معداً لدفع ضر ، ولا لجلب نفع ، وبمعنى الآيتين قوله تعالى : { ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ } [ الزمر : 23 ] فتحصل أن المؤمن الكامل ، هو المطمئن بالله الواثق به ، الخائف من هيبته وجلاله ، فلا يشاهد غيره ، لا في جلب نفع ولا دفع ضر ، لأن الله هو المالك المتصرف في الأمور ، خيرها وشرها ، فحيث شاهد المؤمن وحدانية الله في الوجود ، أعرض عما سواه واكتفى به ، فلا يعرج على غيره أصلاً ، وهذا أتم مما ذكره المفسر ، حيث دفع الشافي بأن معنى الطمأنينة ، سكون القلب بذكر الوعد ، والبشارات والوجل بذكر الوعيد والنذارات . قوله : { وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ } أي الكاملة في الإيمان .