Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 29-30)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { طُوبَىٰ } أصله طيبى ، وقعت الياء ساكنة بعد ضمة ، قلبت واواً ، والمعنى عيشة طيبة لهم ، وقد فسرت في آية أخرى بقوله تعالى : { فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ } [ الحاقة : 21 - 23 ] . قوله : ( أو شجرة في الجنة ) أي وأصلها في دار النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي كل دار وغرفة في الجنة ، منها غصن لم يخلق الله لوناً ولا زهرة إلا وفيها منها إلا السواد ، ولم يخلق الله فاكهة ولا ثمرة إلا وفيها منها ينبع من أصلها عينان : الكافور والسلسبيل ، كل ورقة منها تظل أمة ، ثياب أهل الجنة تخرج منها أكمامها ، فتنبت الحلل والحلي ، ويخرج منها الخيل المسرجة الملجمة ، والإبل برحالها وأزمتها ، وما ذكره المفسر في تفسير طوبى قولان من أقوال كثيرة ، وقيل إنه دعاء من الله لهم ، والتقدير طيب عيشكم ، وقيل غير ذلك . قوله : { وَحُسْنُ مَآبٍ } أي ولهم حسن مرجع ومنقلب في الآخرة وهي الجنة . قوله : { كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ } هذا تسلية له صلى الله عليه وسلم ، أي فلا تحزن على عدم إيمان قومك ، فإننا أرسلنا الأنبياء إلى قومهم فكفروا ولم يطيعوا ، فليس من كذبك بأول مكذب . قوله : { فِيۤ أُمَّةٍ } أي إلى أمة . قوله : { قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَآ أُمَمٌ } أي سبقت ومضت . قوله : { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِٱلرَّحْمَـٰنِ } الجملة حالية . قوله : ( لما أمروا بالسجود له ) أي كما ذكره في سورة الفرقان بقوله تعالى : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسْجُدُواْ لِلرَّحْمَـٰنِ قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحْمَـٰنُ } [ الفرقان : 60 ] وهذا القول منهم على سبيل العناد ، ويسمى عند أرباب المعاني تجاهل العارف ، فإن الرحمن هو المنعم على عباده ، وهم يشاهدون نعمه عليهم ، ومع ذلك قالوا : ( وما الرحمن ) وهذا كقول فرعون { وَمَا رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } [ الشعراء : 23 ] . قوله : { هُوَ رَبِّي } أي الرحمن الذي أنكرتموه هو خالقي . قوله : { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } أي فوضت أموري إليه . قوله : { مَتَابِ } أي توبتي ومرجعي .