Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 17-20)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يَتَجَرَّعُهُ } أي يكلف تجرعه ويقهر عليه . قوله : { وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ } أي لا يقرب من إساغته : " قال عليه الصلاة والسلام في قوله تعالى : { وَيُسْقَىٰ مِن مَّآءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ } قال " يقرب إلى فيه فيكرهه ، فإذا أدني منه ، شوى وجهه ووقعت فروة رأسه أي جلدتها بشعرها ، فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبر " كما قال { وَسُقُواْ مَآءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ } ، وقال { وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ يَشْوِي ٱلْوجُوهَ بِئْسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً } " . قوله : { وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ } أي فيستريح ، قال ابن جريج : تعلق نفسه عند حنجرته ، فلا تخرج من فيه فيموت ، ولا ترجع إلى مكانها من جوفه فتنفعه الحياة . قوله : ( بعد ذلك العذاب ) أشار بذلك إلى أن الضمير في ورائه عائد على العذاب ، وقيل عائد على كل جبار ، والمعنى : ويستقبل في كل وقت عذاباً أشد مما هو فيه ، كالحيات والعقارب والزمهرير ، وغير ذلك ، أجارنا الله من ذلك . قوله : ( متصل ) أي لا ينقطع بل هو دائم مستمر . قوله : ( ويبدل منه ) أي من الموصول ، والأصل مثل أعمال الذين كفروا . قوله : ( في عدم الانتفاع بها ) أي فهي وإن كانت أعمال بر ، إلا أنها لا تنفع صاحبها يوم القيامة بسبب كفره ولأن كفره أحبطها وأبطلها ، وإنما جزاؤها إن كانت لا تتوقف على الإسلام ، يكون في الدنيا بتوسيع الرزق والعافية في البدن . قوله : { ٱشْتَدَّتْ بِهِ ٱلرِّيحُ } أي حملته وذهبت به . قوله : ( لعدم شرطه ) أي وهو الإيمان . قوله : { ٱلْبَعِيدُ } أي الذي لا يرجى زواله . قوله : { أَلَمْ تَرَ } الخطاب لكل من يتأتى منه التأمل والنظر ، فليس خاصاً بالنبي صلى الله عليه وسلم . قوله : ( تنظر ) أي تبصر وتتأمل ببصيرتك ، فتستدل على أن الخالق متصف بالكمالات . قوله : ( استفهام تقرير ) أي والمعنى أقر يا مخاطب بذلك واعترف ولا تعاند ، فإن القادر على خلق السموات لا يعجزه شيء ، فهو حقيق بالعبادة دون غيره . قوله : { بِٱلْحقِّ } الباء إما للسببية أو الملابسة ، والمعنى خلق السموات والأرض بسبب الحق أو ملتبساً بالحق ، أي الحكمة الباهرة لا عبثاً . قوله : ( متعلق بخلق ) أي أو بمحذوف حال من فاعل . قوله : { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ } أي يعدمكم ، فإن القادر لا يصعب عليه شيء ، قال تعالى : { إِنَّا لَقَٰدِرُونَ * عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ خَيْراً مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ } [ المعارج : 40 - 41 ] . قوله : { وَمَا ذٰلِكَ } أي الإذهاب والإتيان بشديد على الله ، قال تعالى : { مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ } [ لقمان : 28 ] .