Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 6-8)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَ } ( اذكر ) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، والمعنى اذكر لقومك ما وقع لموسى وقومه لعلهم يعتبرون قوله : { يَسُومُونَكُمْ } أي يذيقونكم قوله : { سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ } أي العذاب السيىء وهو الشديد قوله : { وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ } عطفه بالواو هنا ، إشارة إلى أنه غير العذاب السيىء المذكور ، وأما في البقرة ، فهو تفسير لسوء العذاب ، فصح التغاير بهذا الاعتبار ، وإن كانت الصحة واحدة . قوله : { وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ } أي للخدمة ، فكانوا يستخدمونهن ويمنعونهن عن أزواجهن قوله : ( لقول بعض الكهنة ) جمع كاهن وهو المخبر عن المغيبات المستقبلة ، وأما العراف فهو المخبر عن الأمور الماضية قوله : { وَفِي ذٰلِكُمْ بَلاۤءٌ مِّن رَّبَّكُمْ } أي فالله سبحانه وتعالى ، يختبر عباده بالخير والشر ، قال تعالى : { وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً } [ الأنبياء : 35 ] لأن النعمة أو البلية ، إذا أصابت الشخص فهو معرض : إما لرضا الله إن شكر وصبر ، أو لغضبه إن جزع وكفر . قوله : { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ } من جملة كلام موسى لقومه ، كأنه قيل : { ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ } ، واذكروا حين تأذن ربكم قوله : ( بالتوحيد والطاعة ) أي بأن وحدتموني ودمتم على طاعتي قوله : { لأَزِيدَنَّكُمْ } أي من خيري الدنيا والآخرة ، فيحصل لكم النعم والرضا فتظفون بالسعادتين قوله : { وَلَئِن كَفَرْتُمْ } لم يصرح بالجواب في جانب الوعيد ، وصرح به في جانب الوعد ، إشارة إلى كرمه سبحانه وتعالى ، وأن رحمته سبقت غضبه ، ونظير ذلك قوله تعالى : { بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ } [ آل عمران : 26 ] ولم يقل وبيدك الشر قوله : ( لأعذبنكم ) هذا هو جواب القسم ، وحذف جواب الشرط للقاعدة ، أنه عند اجتماعهما يحذف جواب المتأخر . قوله : { وَقَالَ مُوسَىۤ } أي بعد أن أيس من إيمانهم . قوله : { فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ } أي عن شركك وإيمانكم قوله : { حَمِيدٌ } أي مستحق للحمد ، والمعنى : أن كفركم بالله أنتم وأهل الأرض جميعاً ، لا ينقص من ملكه شيئاً ، وإيمانكم لا يزيد في ملكه شيئاً ، بل على حد سواء ، وإنما ذلك راجع إلى أنفسكم ، وهو غني عنكم .