Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 9-11)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَلَمْ يَأْتِكُمْ } من كلام موسى أيضاً ، أو من كلام الله قوله : { وَٱلَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ } إما مبتدأ خبره . قوله : { لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ ٱللَّهُ } أو معطوف على قوله : { قَوْمِ نُوحٍ } ، وقوله : { لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ ٱللَّهُ } اعتراض قوله : { جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ } مستأنف واقع في جواب سؤال مقدر تقديره ما قصتهم وما شأنهم . قوله : { فَرَدُّوۤاْ أَيْدِيَهُمْ فِيۤ أَفْوَٰهِهِمْ } أي لكراهتهم ذلك ، فإن شأن الإنسان ، إذا كره شيئاً واغتاظ منه ، ولم يقدر على دفعه ، يعض على يديه . قوله : ( ليعضوا عليها ) بفتح العين وضمها . قوله : ( على زعمكم ) أي وإلا فلم يعترفوا برسالة رسلهم . وقوله : { وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ } الخ أي والشك كفر ، فلا ينافي قولهم { إِنَّا كَفَرْنَا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ } . قوله : ( في الريبة ) أي وهي عدم اطمئنان النفس إلى الشيء قوله : { قَالَتْ رُسُلُهُمْ } أي جواباً لقول الأمم { إِنَّا كَفَرْنَا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ } . قوله : { أَفِي ٱللَّهِ شَكٌّ } الهمزة للاستفهام ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف تقديره أثبت ، و { شَكٌّ } فاعل بالجار والمجرور لاعتماده على الاستفهام ، والجار والمجرور خبر مقدم ، و { شَكٌّ } مبتدأ مؤخر ، والأولى لسلامته من الفصل بين الصفة وهو { فَاطِرِ } ، والموصوف وهو لفظ الجلالة بأجنبي وهو المبتدأ . قوله : ( للدلائل الظاهرة ) أي العقلية والنقلية . قوله : { فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } هذا من جملة أدلة توحيده . قوله : { يَدْعُوكُمْ } الجملة حالية قوله : { لِيَغْفِرَ لَكُمْ } أي لا ليتكمل بطاعتكم ، بل ثمرة امتثالكم وطاعتكم عائدة عليكم قوله : ( من زائدة ) هذا مبني على مذهب الأخفش ، من أنها تزاد في الإثبات ، وهي طريقة ضعيفة ، فلا يناسب تخريج القرآن عليها ، وقوله : ( أو تبعيضية ) فيه أنه ظاهر في المسلم الأصلي ، وأما الكافر إذا أسلم فلا يظهر ، لأن الإسلام يجب ما قبله ، ولو حقوق العباد ، وحينئذ فالجواب الأتم ، أن تجعل { مِّن } بمعنى بدل ، أي يغفر لكم بدل عقوبة ذنوبكم ، أو ضمن يغفر معنى يخلص ، ومن على بابها للتعدية ، والتقدير : ليخلصكم من ذنوبكم ، ولعل هذا الجواب هو الأقرب . قوله : { وَيُؤَخِّرَكُمْ } معطوف على يغفر ، والمعنى يدعوكم إلى طاعته لأمرين : غفران ذنوبكم ، وتأخير العذاب إلى أجل مسمى ، بأن تعيشوا في الدنيا سالمين من الخزي ، كالخسف والمسخ ، فإذا متم على الإيمان دخلتم الجنة ففزتم بالسعادتين . قوله : { قَالُوۤاْ } أي الأمم ، جواباً لمقالة الرسل . قوله : { إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا } أي فلا مزية لكم علينا ، فلم اختصصتم بالنبوة دوننا . قوله : { أَن تَصُدُّونَا } { أَن } مصدرية ، وتصدوا منصوب بأن ، وعلامة نصبه حذف النون ، والواو فاعل ، ونا مفعوله . قوله : ( من الأصنام ) بيان لما قوله : ( حجة ظاهرة ) أي غير ما جئتم به . قوله : { قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ } أي جواباً لمقالتهم . قوله : { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ } أي فإننا وإن كنا بشراً مثلكم ، إلا أن الله فضلنا عليكم بالنبوة ، وأعطانا المعجزات على مراده ، فإن آمنتم فهو خير لكم ، وإن كفرتم فهو شر لكم ، فلا قدرة لنا على إتيان ما تطلبونه ، لأننا عبيد مقهورون . قوله : ( بأمره ) المناسب أن يقول بإرادته . قوله : { فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } أي يفوضوا أمورهم إليه ، ويصبروا على ما أصابهم .