Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 15-17)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِنَّمَا سُكِّرَتْ } بالتخفيف والتشديد ، قراءتان سبعيتان . قوله : ( سدت ) أي فيقال سكرت النهر ، من باب قتل سدته ، والسكر بالكسر ما يسد به ، والمعنى بسد أبصارنا عن محسوساتنا المعتادة بتلك التخيلات . قوله : { بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ } إضراب انتقالي عما أفاده أولاً من خصوص سحر العين بالحصر ، والمعنى أنهم يقولون : إنما سدت أبصارنا ، فخيل لها أمر لا حقيقة له ، ولم يتجاوزها لقلوبنا ، ثم أضربوا عن ذلك ، وجعلوا السحر واصلاً لقلوبهم . قوله : { وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي ٱلسَّمَاءِ بُرُوجاً } هذا من أدلة توحيده سبحانه وتعالى ، والبروج جمع برج ، والمراد منازل وطرق تسير فيها الكواكب السبعة . قوله : ( اثني عشر برجاً ) أي وقد جمعها بعضهم في قوله : @ حمل الثور جوزة السرطان ورمى الليث سنبل الميزان ورمى عقرب بقوس الجدي نزح الدلو بركة الحيتان @@ قوله : ( وهي منازل الكواكب ) أي محل سيرها . قوله : ( المريخ ) بكسر الميم نجم في السماء الخامسة ، وقد جمع الكواكب بعضهم في قوله : @ زحل شرى مريخه من شمسه فتزاهرت لعطارد الأقمار @@ فزحل في السماء السابعة ، والمشتري في السادسة ، والمريخ في الخامسة ، والشمس في الرابعة ، والزهرة في الثالثة ، وعطارد في الثانية ، والقمر في الأولى ، وهي سماء الدنيا . قوله : ( والشمس ولها الأسد ) أي بيتها المنسوب لها ، فلا ينافي أنها تسير في البروج كلها ، المتقسمة لثمان وعشرين منزلة ، لكل برج منزلتان وثلث ، وتقطعها الشمس في سنة ، والقمر في شهر ، وقد جعل الله بهذه الكواكب ، النفع في العالم السفلي ، كالأكل والشرب ، يوجد النفع عندها لا بها ، فهي أسباب عادية . قوله : { وَزَيَّنَّاهَا } ( بالكواكب ) أي جعلنا الكواكب زينة للسماء ، وهل الكواكب في السماء الدنيا ، أو ثوابت في العرش ، قولان للعلماء . قوله : { لِلنَّاظِرِينَ } أي المتأملين بأبصارهم وبصائرهم . قوله : { وَحَفِظْنَاهَا } أي السماء . قوله : { مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ } أي وذلك لأن الشياطين كانوا لا يحجبون عن السماوات ، فيدخلونها ويأتون بأخبارها إلى الكهنة ، فلما ولد عيسى ، منعوا من ثلاث سماوات ، ولما ولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم منعوا من السماوات كلها ، ولما بعث رميت عليهم الشهب ، فكانت تخطىء وتصيب ، فلما عرج به صلى الله عليه وسلم صارت لا تخطئهم أبداً .