Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 8-14)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : ( فيه حذف إحدى التاءين ) أي والأصل تتنزل ، وفي قراءة سبعية أيضاً ، ننزل بضم النون الأولى وفتح الثانية وكسر الزاي المشددة ، ونصب الملائكة على المفعولية ، وقرىء شذوذاً ما تنزل ، بفتح التاء وسكون النون وكسر الزاي ، و { ٱلْمَلائِكَةَ } فاعل . قوله : { إِلاَّ بِٱلحَقِّ } أي إلا تنزيلاً ملتبساً بالحق لا بما قلتم واقترحتم ، والمعنى جرت عادة الله في خلقه ، أنه لا يظهر الملائكة إلا لمن يريد إهلاكهم ، وهو لا يريد ذلك مع أمته صلى الله عليه وسلم لعلمه بقاءها ، وأنه يخرج منها من يعبد الله ويوحده إلى يوم القيامة ، فهم لا يجابون لما اقترحوا . قوله : { وَمَا كَانُواْ إِذاً مُّنظَرِينَ } أصل إذن إذ بمعنى حين ، فضمت لها أن فصار إذ إن ، فاستثقلوا الهمزة فحذفوها فصار إذن ، ومجيء لفظة أن ، دليل على إضمار فعل بعدها ، والتقدير وما كانوا إذ كان ما طلبوه ، الخ . قوله : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ } أي وليس إنزاله بزعمك كما اعتقدوا . قوله : ( أو فصل ) أي ضمير فصل ، واعترض بأن ضمير الفصل لا يكون إلا ضمير غيبة ، ولا يقع إلا بين اسمين ، وهنا ليس كذلك ، وحينئذ فالمناسب للمفسر أن يقتصر على الأول . قوله : { وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } أي حيث جعله معجزاً للبشر ، مغايراً لكلامهم ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، باق على مرّ الدهور ، سيما وقد جعل الله له خدمة من البشر يحفظونه ، فترى الكبير العظيم إذا غلط وهو يقرأ ، يرده أصغر صغير في المجلس ، مع عدم العيب في ذلك ، بخلاف الكتب السماوية ، فقد دخل فيها التبديل والتغيير ، والزيادة والنقص ، ومن معنى هذه الآية قوله تعالى : { وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ } [ الإسراء : 106 ] الآية . قوله : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا } هذا تسلية له صلى الله عليه وسلم . قوله : ( رسلاً ) قدره إشارة إلى أن مفعول { أَرْسَلْنَا } محذوف ، وعدتهم ثلاثمائة وثلاثة عشر أو أربعة عشر ، وقيل لا يعلم عدتهم إلا الله تعالى . قوله : { فِي شِيَعِ } جمع شيعة ، والمراد بها هنا الفرقة المتفقة في المذهب كان حقاً أو باطلاً ، وإضافة شيع للأولين على حذف مضاف ، أي في شيع الأمم الأولين . قوله : { وَمَا يَأْتِيهِم } قدر المفسر ( كان ) إشارة إلى أن المضارع بمعنى الماضي ، وأتى به مضارعاً ، استحضاراً للحال الماضية للتعجب منها . قوله : { يَسْتَهْزِئُونَ } أي يسخرون . قوله : { كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ } السلك بالفتح إدخال الخيط في اللؤلؤة ، وبالكسر نفس الخيط . قوله : ( أي مثل إدخالنا التكذيب ) أي الذي دل عليه بقوله : { يَسْتَهْزِئُونَ } . قوله : { وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ ٱلأَوَّلِينَ } أي طريقتهم ، والجملة مستأنفة . قوله : ( وهؤلاء مثلهم ) أي فانتظر ما ينزل بالمكذبين من العذاب . قوله : { وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم } أي على كفار مكة . قوله : { فَظَلُّواْ } الضمير إما عائد على المشركين ، والمعنى فتحنا باب السماء لهؤلاء المشركين ، ولو صعدوا إلى السماء ورأوا عجائبها لقالوا إلخ ، أو على الملائكة ، والمعنى لو كشفنا عن أبصار الكفار ، فرأوا باب السماء مفتوحاً ، والملائكة تصعد منه لما آمنوا .