Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 18-21)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِلاَّ مَنِ ٱسْتَرَقَ ٱلسَّمْعَ } استثناء منقطع ، لأن ما قبل الاستثناء دخولهم السماء ، وما بعده استراقهم من خارجها ، والمعنى أن الشياطين يركب بعضهم بعضاً ، يريدون الاستراق ، فتكون الشهب بالمرصاد لهم ، كما صرحت به سورة الجن في قوله : { وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا } [ الجن : 9 ] الخ . قوله : ( كوكب مضيء ) وقيل الشهاب ، شعلة نار تنفصل من الكوكب ، وهو الصحيح . قوله : ( أو يخبله ) أي يفسد أعضاؤه ، فيصير غولاً في الوادي يضل الناس . قوله : { وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَاهَا } الأرش منصوب بفعل محذوف يفسره { مَدَدْنَاهَا } . قوله : ( بسطناها ) أي على الماء . قوله : ( لئلا تتحرك بأهلها ) أي لأن الله لما خلقها وبسطها على الماء ، تحركت واضطربت ، فثبتها بالجبال الرواسي فسكنت . قوله : ( معلوم ) أي الله ، فيعلم قدر ما يحتاج إليه الخلق في معاشهم . قوله : { مَعَايِشَ } جمع معيشة ، وهي ما يعيش بها الإنسان ، من المأكل والمشرب والملبس وغير ذلك . قوله : ( بالياء ) أي بإتفاق السبعة ، لأنها في المفرد أصلية ، فلا تقلب في الجمع همزة ، بل تبقى على حالها ، بخلاف المد الزائد في المفرد ، فإنه يقلب همزة في الجمع ، قال ابن مالك : @ والمد زيد ثالثاً في الواحد همزاً يرى في مثل كالقلائد @@ وقرىء شذوذاً بالهمزة على التشبيه بشمائل . قوله : { وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ } مشى المفسر على أنه معطوف على { مَعَايِشَ } حيث قدر قوله جعلنا لكم . قوله : ( من العبيد ) أي والخدم وغيرهم ، فأنتم تنتفعون بتلك الأشياء ، ولستم برازقين لها ، وإنما رزقها على خالقها . قوله : { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ } كالدليل لقوله : { وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ } و { وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ } فهو إعلام بسعة فضله سبحانه وتعالى ، قوله : { شَيْءٍ } نكرة في سياق النفي ، فنعم كل شيء كان في الدنيا أو الآخرة ، جليلاً أو حقيراً . قوله : { إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ } أي إلا يوجده الله ، إذا تعلقت قدرته وإرادته به ، ففي الكلام مجاز ، حيث شبه سرعة إيجاده الأشياء بحصولها بالفعل ، وجعلها في خزائن ، والجامع بينهما سرعة الحصول في كل ، فالمعنى بيده الأشياء كلها ، خيرها وشرها ، جليلها وحقيرها ، فإذا أراد الله شيئاً حصل ، فلا يطلب الإنسان من غيره بل بطلب المفاتيح ممن بيده الخزائن ، والمفاتيح كناية عن التسهيل ، فمن أراد الله شيئاً أعطاه مفتاحه ، بمعنى سهل أسبابه . قوله : { إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ } أي فيسعد هذا ويشقي هذا ، ويفقر هذا ويغنى هذا ، على حسب ما قدره الله ، إذا علمت ذلك ، فالمناسب للمفسر أن يقول على حسب تقدير الله ، فإن الله تعالى ليس مراده مقيداً بمصالح عباده ، بل أفعاله على حسب ما أراده وعلمه ، وإلا فنجد الكافر يطول عمره ، وهو في فقر ومرض ، ثم يختم له بالكفر ويكون في النار ، فأي مصلحة في ذلك ؟