Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 22-26)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَأَرْسَلْنَا ٱلرِّيَاحَ } جمع ريح ، وهو جسم لطيف منبث في الجو سريع المرور . قوله : { لَوَاقِحَ } إما جمع ملقح من ألقح ، وحينئذ فجمعه ملاقح ، حذفت الميم تخفيفاً ، أو جمع لاقح من لقح ، يقال لقحت الريح إذا حملت الماء إلى السحاب ، وأعلم أن الله سبحانه وتعالى ، يرسل الرياح الأربعة لخدمة المطر ، فريح الصبا تثير السحاب من ثمر شجرة في الجنة ، وريح الشمال تجمعه ، وريح الدبور تفرقه . قوله : ( تلقح السحاب ) أي تمج الماء فيه . قوله : ( السحاب ) أي فالمراد بالسماء كل ما علا وارتفع ، ويصح أن يراد بالسماء حقيقتها ، لأن أصل ماء المطر من السماء . قوله : { فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ } الكاف مفعول أول ، والهاء مفعول ثاني ، والمعنى جعلناه سقياً لكم ولأرضكم ومواشيكم . قوله : ( أي ليست خزائنه بأيديكم ) أي بل خزائنه عند الله ، فهو من مشمولات . قوله : { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ } [ الحجر : 21 ] . قوله : { وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي } أي جميع الخلق ، وإن حرف توكيد ونصب ، ونا اسمها ، وجملة { نُحْيِي } خبرها ، وقوله : { لَنَحْنُ } ضمير منفصل توكيد لنا ، لا ضمير فصل ، لما تقدم أنه مردود بأن ضمير الفصل لا يقع إلا بين اسمين ، وهنا ليس كذلك . قوله : { وَنَحْنُ ٱلْوَارِثُونَ } الوارث في الأصل ، هو الذي يأخذ المال بعد موت مورثه ، ثم أطلق الإرث وأريد لازمه ، وهو البقاء بعد فناء غيره ، فإنه يلزم من أخذ الوراث مال الموروث بقاؤه بعد موت صاحبه ، فهو سبحانه وتعالى وارث جميع الخلق بمعنى أنه يبقى بعد فنائهم . قوله : { وَلَقَدْ عَلِمْنَا ٱلْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ } أي علماً تفصيلياً ، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء . قوله : ( المتأخرين ) أشار بذلك إلى أن السين والتاء في المستقدمين والمستأخرين زائدتان ، والمعنى أن عمله محيط بجميع خلقه ، متقدمهم ومتأخرهم ، طائعهم وعاصيهم ، لا يخفى عليه شيء من أحوال خلقه . قوله : { وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ } أي يجمعهم للحساب ، ثم بعد ذلك ينقسمون فريقين : فريق في الجنة ، وفريق في السعير . قوله : { مِن صَلْصَالٍ } الصلصال بمعنى المصلصل ، كالزلزال بمعنى المزلزل ، ووزنه فعلال بتكرار اللام ، فقلبت الأولى منهما من جنس فاء الكلمة ، والصلصال طور رابع من أطوار آدم الطينية ، لأنه أولاً كان تراباً ثم عجن بأنواع المياه فصار طيناً ، ثم ترك حتى أنتن واسود ، فصار حماً مسنوناً ، ثم يبس بعد تصويره فصار صلصالاً ، ثم نفخ فيه الروح بعد مائة وعشرين سنة ، أربعين وهو طين ، وأربعين وهو حماً مسنون ، وأربعين وهو صلصال مصور ، وهكذا أطوار أولاد آدم ، تمكث النطفة في الرحم أربعين يوماً ، ثم تصير علقة مثل ذلك ، ثم تصير مضغة مثل ذلك ، ثم تنفخ فيه الروح بعد مائة وعشرين يوماً . قوله : ( متغير ) أي من طول مكثه حتى يتخمر .