Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 27-33)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : ( أبا الجن وهو إبليس ) هذا أحد قولين ، وقيل هو أبو الشياطين ، فرقة من الجن لم يؤمن منهم أحد ، والجان هو أبو الجن ، وعلى هذا تكون الأصول ثلاثة : آدم وهو أبو البشر ، وإبليس وهو أبو الشياطين ، والجان وهو أبو الجن ، وعلى ما مشى عليه المفسر يكونان أصلين فقط : آدم وإبليس . قوله : ( هي نار لا دخان لها ) أي ومنها تكون الصواعق . قوله : ( تنفذ في المسام ) أي تدخل فيها ، للطف المسام وشدة حرارة النار ، فإذا دخلت في الإنسان قتلته . قوله : { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ } { وَإِذْ } ظرف معمول لمحذوف ، قدره المفسر بقوله : ( اذكر ) قوله : { مِّن صَلْصَالٍ } { مِّنْ } لابتداء الغاية . قوله : { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ } أي صورته إنساناً كاملاً ، معتدل الأعضاء والطبائع . قوله : { وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي } أي افضت عليه روحاً من الأرواح التي خلقتها ، فصار بها حياً ، وليس المراد النفخ حقيقة لاستحالته على الله . قوله : ( وإضافة الروح إليه ) أي كما يقال : بيت الله وناقة الله . قوله : { فَقَعُواْ } الفاء واقعة في جواب إذا ، وقعوا فعل أمر من وقع يقع ، بمعنى سقط وخر . قوله : ( بالانحناء ) أي لا بوضع الجبهة ، وهذا أحد قولين ، وقيل المراد بالسجود حقيقته ، وآدم كالقبلة ، والسجود لله ، أو يقال إن السجود لذات آدم ، وقولهم السجود لغير الله كفر ، محله في غير ما أمر الله به ، وأما في مثل هذا ، فالكفر في المخالفة . قوله : ( فيه تأكيدان ) أي للمبالغة وزيادة الاعتناء ، فبالتأكيد الأول اندفع توهم المجاز ، وبالثاني استفيد أنهم سجدوا جملة واحدة ، قوله : ( كان بين الملائكة ) أشار بذلك إلى صحة الاستثناء ، ثم هم يحتمل أن يكون منقطعاً ، لأنه لم يكن منهم حقيقة أو متصلاً ، باعتبار أنه كان متصفاً بصفاتهم ، وقيل إنه منهم ، والتحقيق خلافه . قوله : { أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ ٱلسَّاجِدِينَ } استئناف مبين لكيفية عدم السجود . قوله : { قَالَ } ( تعالى ) . إن قلت : إن مكالمة الله تعالى بدون واسطة شرف وتعظيم ، وإبليس ليس من أهل ذلك . أجيب : بأن محل كونها شرفاً إن كانت على سبيل الإكرام ، وأما كلام الله تعالى لإبليس ، فهو على سبيل الإهانة والطرد ، فلم يكن تشريفاً . قوله : ( ما منعك ) الخ ، حمله على هذا التفسير قوله في الآية الأخرى { مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } [ ص : 75 ] ولذا قال : { لأَ } ( زائدة ) ويصح أن تكون غير زائدة ، والمعنى أي شيء ثبت لك في عدم كونك مع الساجدين . قوله : ( لا ينبغي لي ) أي لا يصح ولا يليق . قوله : { لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ } الخ ، أي وخلقتني من نار فأنا خير منه ، لأن النار جسم لطيف نوراني ، والصلصال جسم كثيف ظلماني ، والنوراني خير من الظلماني ، هذا وجه تكبره عن السجود ، وادعائه الخيرية وهي مردودة ، بأن آدم مركب من العناصر الأربع ، بخلاف إبليس ، وأيضاً فالفضل بيد الله يعطيه لمن يشاء .