Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 34-45)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : ( وقيل من السماوات ) وهذا الخلاف مرتب على الخلاف في أن السجود لآدم ، هل كان في الجنة أو خارجها ، فمن قال بالأول ، جعل الضمير في منها عائداً على الجنة ، ومن قال بالثاني ، جعله عائداً على السماوات . قوله : { فَإِنَّكَ رَجِيمٌ } أي مرجوم ، والرجم كما في القاموس : اللعن والشتم والطرد والهجران . قوله : { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلدِّينِ } أي وبعد ذلك يزداد عذاباً على اللعنة التي هو فيها وقوله : { إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } قصد اللعين بذلك أنه لا يموت أبداً ، لأنه إذا أمهل إلى يوم البعث ، الذي هو يوم النفخة الثانية ، فقد أمهل إلى الأبد ، لانقطاع الموت حينئذ ، وقصد أيضاً الفسحة في الأجل ، لأجل الإغواء ، فأجابه الله إلى الثانية دون الأولى . قوله : ( وقت النفخة الأولى ) أي فيموت في جملة الخلائق ، ثم يبعث مع الناس ، فمدة موته أربعون سنة ، ولم يكن هذا الإمهال إكراماً له ، بل إهانة وشقاوة ليزداد عذابه . قوله : ( والباء للقسم ) وقيل للسببية . قوله : { لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ } الضمير عائد على أولاد آدم ، وإن لم يتقدم لهم ذكر للعلم بهم . قوله : { ٱلْمُخْلَصِينَ } أي الذين أخلصوا في أعمالهم ، فلا تسلط لي عليهم . قوله : { قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ } أي هذا دين مستقيم لا اعوجاج فيه ، فعليّ حفظه تفضلاً وإحساناً . قوله : { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } حاصل ذلك ، أن إبليس لما قال { لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ } أوهم بذلك أن له سلطاناً على غير المخلصين ، فبين تعالى أنه ليس له سلطان على أحد من العباد ، لا من المخلصين ، ولا من غيرهم ، بل من اتبعه ، فهو من طرد الله لا من سلطنة إبليس ، ويؤيده قوله في الآية الأخرى { إِنَّ كَيْدَ ٱلشَّيْطَٰنِ كَانَ ضَعِيفاً } [ النساء : 76 ] وتقييد المفسر بالمؤمنين نظراً للصورة . قوله : ( لكن ) أشار بذلك إلى أن الاستثناء منقطع . قوله : { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ } أي وأعلاها جهنم ، وهي لعصاة المؤمنين ، ثم لظى لليهود ، ثم الحطمة للنصارى ، ثم السعير للصابئين ، ثم سقر للمجوس ، ثم الجحيم لعباد الوثن ، ثم الهاوية للمنافقين . قوله : { لِكُلِّ بَابٍ } أي طبقة من أطباقها . قوله : { جُزْءٌ مَّقْسُومٌ } أي حزب معد لها . قوله : { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ } أي الذين اتقوا الشرك ، وهم المؤمنون ولو عصاة ، لأن المتقي هو الآتي بالتقوى ولو مرة واحدة ، غير أن العاصي ، إذا مات مصراً على المعاصي تحت الشميئة ، إن شاء الله عذبه مدة ، ثم يعفو عنه بشفاعة النبي صلى لله عليه وسلم ، وإن شاء لم يعذبه ، وهذا مو مذهب أهل السنة والجماعة ، وقال أبو هاشم الجبائي وجمهور المعتزلة : إن المتقين هم الذين اتقوا جميع المعاصي ، فلا يثبت دخول الجنة ، إلا لمن ترك جميع المعاصي ، وهذا مذهب باطل ، لمخالفته النصوص القرآنية والأحاديث النبوية ، والذي يجب الإيمان به ، أن الجنة تملك بالموت على كلمة التوحيد ، ولو صحبها أمثال الجبال من المعاصي ، غير أن أهل الجنة مراتب . قوله : { وَعُيُونٍ } يحتمل أن المراد بها الأنهار التي قال فيها { مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ } [ محمد : 15 ] الآية ، ويحتمل أن تكون زيادة عليها ، وهل كل مؤمن له عدة بساتين وعدة أنهار ، أو كل له بستان ونهر ، لمقابلة الجمع بالجمع .