Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 46-47)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : ( ويقال لهم ) أي إذا ارادوا الانتقال من محل إلى آخر ، وإلا فهم مستقرون فيها ، فأمرهم حينئذ بالدخول ، تحصيل حاصل ، والقائل يحتمل أن يكون الملائكة أو الله تعالى . قوله : { بِسَلامٍ } الجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من الواو في ادخلوا ، أي ادخلوها حال كونكم مصحوبين بسلامة من الله من جميع المخاوف والمكاره ، وهذا على المعنى الأول الذي ذكره المفسر ، ويقال على المعنى الثاني : ادخلوها مصحوبين بسلام من بعضكم لبعض ، ومن الملائكة ، أي يسلم بعضكم على بعض ، وتسلم الملائكة عليكم . ( أي سلموا ) تفسير للمعنى الثاني . قوله : { آمِنِينَ } قدر المفسر ( ادخلوا ) إشارة إلى أنه حال ثانية ، وهي مرادفة للأولى ، ولا حاجة لهذا التقدير . قوله : ( من كل فزع ) أي ومنه زوال ما هم فيه من النعيم المقيم ، وقوله : { بِسَلامٍ آمِنِينَ } زيادة في سرور أهل الجنة ، لأن النعيم إذا لوحظ فيه عدم الانقطاع ، كان في غاية السرور ، ولا شك أن الجنة كذلك ، بخلاف الدنيا ، فإن نعيمها ملاحظ فيه الانقطاع عند حصوله ، فلذلك كانت دار هم وغم . قوله : { مِّنْ غِلٍّ } الغل هو من أمراض القلب ، كالحسد والكبر والعجب والشحناء والبغضاء ، روي أن المؤمنين يوقفون على باب الجنة وقفة ، فيقتص بعضهم من بعض ، ثم يؤمر بهم إلى الجنة ، وقد نقى الله قلوبهم من الغل والغش والحقد والحسد ، فهم يحبون بعضهم بحبهم لربهم ، وشأن المحب أن لا يكون لمحبوبه غل في قلبه ، بل بينهم الصفاء والوفاء . قوله : ( حال من هم ) أي من ضمير صدورهم من غل ، حال كونهم متآخين في المودة والمحبة . قوله : { عَلَىٰ سُرُرٍ } جمع سرير وهو كما قال ابن عباس : من ذهب مكلل بالزبرجد والدر والياقوت ، والسرير مثل ما بين صنعاء إلى الجابية . قوله : ( حال أيضاً ) أي من الضمير في { إِخْوَٰناً } . قوله : ( لدوران الأسرة بهم ) أي أنهم إذا اجتمعوا وتلاقوا ، ثم أرادوا الانصراف ، يدور سرير كل واحد منهم ، بحيث يبقى مقابلاً بوجهه لمن كان عنده ، وقفاه إلى الجهة التي يسير لها السرير ، وهذا أبلغ في الأنس والإكرام .