Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 3-7)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { ذَرْهُمْ } لم يستعمل لهذا الأمر ماض استغناء عنه بترك ، بل يستعمل منه المضارع ، وقد جاء منه الماضي قليلاً ، قال عليه الصلاة والسلام " ذروا الحبشة ما وذرتكم " قوله : { يَأْكُلُواْ } مجزوم بحذف النون في جواب الأمر ، وكذا قوله : { وَيَتَمَتَّعُواْ } . قوله : { وَيُلْهِهِمُ } مجزوم أيضاً بحذف الياء ، وفيه ثلاث قراءات سبعية . كسر الهاء الثانية والميم وضمهما ، وكسر الهاء وضم الميم ، وأما الهاء الأولى فمكسورة لا غير ، لأنها من بنية الكلمة . قوله : { ٱلأَمَلُ } فاعل { وَيُلْهِهِمُ } . قوله : ( عاقبة أمرهم ) قدره إشارة إلى أن مفعول { يَعْلَمُونَ } محذوف . قوله : ( وهذا قبل الأمر بالقتال ) أي قوله : { ذَرْهُمْ } الخ فهذه الآية منسوخة بآية القتال . قوله : ( زائدة ) أي في المفعول . قوله : ( أريد أهلها ) أي ففيه مجاز ، إما بالحذف ، أو مرسل من إطلاق المحل وإرادة الحال فيه . قوله : { إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ } الجملة حالية ، والمعنى وما أهلكنا قرية في حال من الأحوال ، إلا في حال أن يكون لها كتاب ، أي أجل مؤقت لهلاكها ، وجعلنا الواو حالية ، أسهل من جعلها زائدة بين الصفة والموصوف . قوله : { مِنْ أُمَّةٍ } فاعل تسبق ، و { مِنْ } لا زائدة في الفاعل للتأكيد قوله : { أَجَلَهَا } أي وهو الكتاب المتقدم . قوله : ( يتأخرون عنه ) أي الأجل . قوله : { وَقَالُواْ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ } نادوه صلى الله عليه وسلم على سبيل التهكم والاستهزاء ، لا إقرار بأنه نزل عليه الذكر ، ولذا قال المفسر ( في زعمه ) فدفع به ما قد يقال ، إن في الآية مضاربة أولها لآخرها . قوله : { إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ } أي إنك لتقول قول المجانين ، حيث تدعي أن الله نزل عليك الذكر ، وقولهم هذا كقول فرعون { إِنَّ رَسُولَكُمُ ٱلَّذِيۤ أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ } [ الشعراء : 27 ] والحاصل أنهم قالوا مقالتين : الأولى : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ } ، والثانية { لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِٱلْمَلائِكَةِ } وقد رد الله ذلك على سبيل اللف والنشر والمشوش فقوله : { مَا نُنَزِّلُ ٱلْمَلائِكَةَ } [ الحجر : 8 ] رد للثانية ، قوله : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ } [ الحجر : 9 ] رد للأولى . قوله : { لَّوْ مَا تَأْتِينَا } تستعمل { لَّوْ مَا } حرف تحضيض ، وحرف امتناع لوجود ، فالتحضيضية لا يليها إلا الفعل ظاهراً أو مضمراً ، والامتناعية لا يليها إلا الأسماء لفظاً أو تقديراً ، إذا علمت ذلك فهي هنا للتحضيض ، ولذا فسرها بهلا . قوله : { بِٱلْمَلائِكَةِ } أي لتخبرنا بصدقك .