Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 48-53)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ } أي إعياء بخلاف الدنيا ، ففيها الاعياء والتعب والكدرات والمشقات . قوله : { وَمَا هُمْ مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ } أي بل هم خالدون فيها ، لا يزالون ولا يحولون ، فالجنة بلا زوال ، وبقاء بلا فناء ، وكمال بلا نقصان . قوله : { نَبِّىءْ عِبَادِي } الخ ، أي أخبر يا محمد عبادي المؤمنين العاصين ، بأني أنا الغفور الرحيم فلا يقنطون من رحمتي ، ولا يخافون عذابي . وهذا من الله تعطف لعباده واستجلابهم للتوبة . وقد أكد هذه الجملة بألفاظ ثلاثة : أولها { أَنِّي } وثانيها { أَنَا } ، وثالثها تعريف الجملة بأل . ولما ذكر العذاب لم يقل وإني أنا المعذب ، وهذا يدل على أن الرحمة تغلب الغضب ، فلا يستبعد العاصي رحمة الله ، بل يقبل على سيده بالتوبة والإنابة ، فإنه هو الغفور الرحيم ، فمتى كان في العبد أوصاف متعددة ، تقتضي الغضب ، ووصف واحد يقتضي الرحمة ، فإن وصف الرحمة يغلب . قوله : { وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلأَلِيمُ } أي بهذه الآية لمناسبة ذكر النار أولاً ، فقد ذكر النار والجنة ثم ذكر ما يناسب كلاً على سبيل اللف والنشر المشوش ، واستفيد من هذه الآية ، أن العبد يكون بين الرجاء والخوف ، ففي الحديث عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه قال : بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " لو يعلم العبد قدر عفو الله ، ما تورع عن حرام ، ولو يعلم قدر عذابه ، لجمع نفسه إلى قتله " وعنه صلى الله عليه وسلم " نه مر بنفر من أصحابه وهم يضحكون فقال : أتضحكون وبين أيديكم النار " ؟ فنزل { نَبِّىءْ عِبَادِي } الخ . قوله : { وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ } معطوف على قوله : { نَبِّىءْ عِبَادِي } الخ ، والمعنى وأخبر عبادي عن قصة ضيوف إبراهيم الخ ، واعلم أنه في هذه السورة ، أثبت نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أولاً ، ثم أتبع ذلك بذكر أدلة التوحيد ، ثم خلق آدم وما يتعلق به ، ثم بين أهل السعادة وأهل الشقاوة ، ثم أتبع ذلك بذكر قصص بعض الأنبياء ، ليكون عبرة للمعتبرين ، وأوقع في نفسه المتعظين ، وقد ذكر هنا أربع قصص : قصة إبراهيم ، ثم قصة لوط ، ثم قصة شعيب ، ثم صالح على سبيل الاختصار وقد تقدمت في سورة هود بأبسط مما هنا . قوله : { عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ } الضيف في الأصل الميل ، سمي النازل للقرى بذلك ، لميله إليك ونزوله عندك ، وهو مصدر يستوي فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث ، وقد يجمع ويثني . قوله : ( منهم جبريل ) أي على كل من الأقوال الثلاثة . قوله : { إِذْ دَخَلُواْ } { إِذْ } ظرف معمول لمحذوف تقديره اذكر . قوله : ( أي هذا اللفظ ) أي لفظ { سَلاماً } وهو مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره سلمنا عليك ، أو سلم الله عليك سلاماً ، ولم يذكر هنا رد السلام ، ولا بقية القصة اختصاراً . قوله : { إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ } تقدم أن سبب خوفه منهم ، أنه رأى فيهم جلال الله وهيبته . قوله : { قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ } قرأ السبعة بفتح التاء والجيم ، وفعله وجل كعلم ، وقرىء شذوذاً بالبناء للمفعول ، ولا تأجل بقلب الواو ألفاً ، ولا تؤاجل بضم التاء وزيادة ألف بعد الواو ، فالقراءات الشاذة ثلاث .