Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 54-63)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَبَشَّرْتُمُونِي } هكذا بهمزة الاستفهام في قراءة الجمهور ، وقرىء شذوذاً بحذفها ، فيحتمل الإخبار والاستفهام ، وحذفت أداته للعلم بها . قوله : { عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ ٱلْكِبَرُ } أي فكان عمره إذ ذاك مائة واثنتي عشرة سنة . قوله : { فَبِمَ تُبَشِّرُونَ } الجار والمجرور متعلق بتبشرون ، وقدم لأن الاستفهام له صدر الكلام ، وقرأ العامة بفتح النون مخففة على أنها نون الرفع ، وقرأ نافع بكسرها مخففة ، وابن كثير بكسرها مشددة . قوله : ( استفهام تعجب ) أي من أن يولد له ولد مع مس الكبر إياه ، وتعجبه بالنظر للعادة لا بالنظر لقدرة الله تعالى ، ولذا دفع ذلك بقوله : { وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ ٱلضَّآلُّونَ } . قوله : { قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِٱلْحَقِّ } أي اليقين الذي لا لبس فيه . قوله : ( أي لا ) { يَقْنَطُ } أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي . قوله : ( بكسر النون وفتحها ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، وقرىء شذوذاً بضم النون . قوله : { قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ } أي الذي أرسلتم لأجله سوى البشارة فإن البشارة يكفي فيها واحد ، فلا تحتاج لعدد . قوله : { إِلاَّ آلَ لُوطٍ } يحتمل أن يكون مستثنى من الأرسال ، والمعنى إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين ، إلا آل لوط ، فلم نرسل لهلاكهم ، بل أرسلنا لنجاتهم ، وحينئذ يكون الاستثناء متصلاً ، أو مستثنى من قوم مجرمين ، فهو منقطع ، لأنهم لم يدخلوا في القوم المجرمين ، ويشير للثاني قول المفسر لإيمانهم . قوله : { إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ } الأقرب أنه مستثنى من ضمير منجوهم . قوله : { قَدَّرْنَآ } إسناد التقدير للملائكة مجاز ، إذ المقدر حقيقة هو الله تعالى ، وهذا كما يقول خواص الملك : أمرنا بكذا ، والآمر هو الملك . قوله : ( الباقين في العذاب ) أي فيقال غبر الشيء بقي ، ويقال أيضاً مضى ، فهو من الأضداد . قوله : { فَلَمَّا جَآءَ آلَ لُوطٍ } أي بعد أن خرجوا من عند إبراهيم ، وسافروا لقرية لوط ، وكان بينهما أربعة فراسخ . قوله : ( أي لوطاً ) أشار بذلك إلى أن لفظة آل زائدة ، بدليل الآية الأخرى { وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً } [ هود : 77 ] . قوله : { مُّنكَرُونَ } أي تنكركم نفسي وتجزع منكم ، وإنما جزع منهم ، لخوفه من قومه عليهم ، بدليل آية هود { وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيۤءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ } [ هود : 77 ] .