Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 84-87)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } { مَّا } اسم موصول أو مصدرية أو نكرة موصوفة فاعل أغنى ؛ والتقدير الذي كانو يكسبونه أو كسبهم أو شيء يكسبونه . قوله : ( من بناء الحصون ) الخ ، بيان لما . قوله : { إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } أي خلقاً ملتبساً بالحكمة والمصلحة والمنافع للعباد ، ودلائل على وحدانية الله . قوله : { وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ } أي القيامة . قوله : ( فيجازي كل واحد بعمله ) أي فينتقم من المسيء ، وينعم على المحسن . قوله : ( وهذا منسوخ ) أي قوله : فاصفح الصفح الجميل ؛ وهو أحد قولين ، والثاني أن الآية محكمة ، ولا ينافي أمره بالقتال ، فإن المقصود أمره بأن يصفح عن الخلق الصفح الجميل ، ويعاملهم بالخلق الحسن ، فيعفو عن المسيء ، ويسامح المذنب ، وإن كان مأموراً بقتال المشركين ، فقتاله للأمر به لا لهوى نفسه ، ولذا قال البوصيري : @ ولو أن انتقامه لهوى النفـ ـس لدامت قطيعة وجفاء @@ قوله : { وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ ٱلْمَثَانِي } سبب نزولها أن سبع قوافل ، أتت من بصرى وأذرعات في يوم واحد ، ليهود قريظة والنضير ، فيها أنواع من البز والطيب والجواهر ، فقال المسلمون : لو كانت هذه الأموال لنا لتقربنا بها ، وأنفقناها في سبيل الله فنزلت ، والمعنى قد أعطيتكم سبع آيات ، خير لكم من سبع قوافل . إن قلت : إن مقتضى ذلك ، أن تكون الآية مدنية ، مع أنه تقدم أن السورة مكية بإجماع . أجيب : بأنه لا مانع أن هذه الآية نزلت مرتين ، مرة بمكة مرة بالمدينة . قوله : ( هي الفاتحة ) أي لأنها سبع آيات ، فمن عد البسملة آية منها ، تكون الآية الأخيرة . { صِرَاطَ ٱلَّذِينَ } [ الفاتحة : 7 ] الخ ، ومن لم يعدها آية ، تكون السابعة قوله : { غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ ٱلضَّآلِّينَ } [ الفاتحة : 7 ] ، وهذا القول هو الراجح ، وعليه فيكون عطف قوله : { وَٱلْقُرْآنَ ٱلْعَظِيمَ } من عطف الكل على الجزء ، أو من عطف العام على الخاص ، وقيل المراد بالسبع المثاني الحواميم ، وقيل السبع الطوال أولها البقرة ، وآخرها مجموع الأنفال من براءة ، وقيل جميع القرآن ، وعليه يكون العطف مرادفاً . قوله : ( لأنها تثنى في كل ركعة ) أي تعاد في كل ركعة ، وهذا أحد الوجوه في سبب تسميتها بالمثاني ، وقيل سميت بذلك ، لأنها مقسومة بين العبد وبين الله نصفين ، فنصفها الأول ثناء على الله ، ونصفها الثاني دعاء ، وقيل لأن كلماتها مثناة مثل قوله : { ٱلرَّحْمـٰنِ ٱلرَّحِيمِ } [ الفاتحة : 1 ] { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } [ الفاتحة : 5 ] إلى آخرها ، وقيل لأنها نزلت مرتين : مرة بمكة ومرة بالمدينة ، معها سبعون ألف ملك .