Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 19-23)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ } أي ما تخفون من العقائد والأعمال ، وما تظهرونه من ذلك . قوله : ( بالياء والتاء ) فهما قراءتان سبعيتان في قوله : { يَدْعُونَ } فقط ، وأما { تُسِرُّونَ } و { تُعْلِنُونَ } فبالتاء الفوقية سبعية ، والياء التحتية شاذة . قوله : { لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ } ليس تكراراً مع قوله : { أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ } [ النحل : 17 ] لأنه أولاً أفاد أنهم لا يخلقون شيئاً ، وهنا أفاد أنهم مع كونهم لم يخلقوا شيئاً ، هم مخلوقون ، ففيه زيادة فائدة . قوله : ( خبر ثان ) أي والأول قوله : { يُخْلَقُونَ } وقوله : { وَمَا يَشْعُرُونَ } خبر ثالث . قوله : ( أي الخلق ) ويصح أن يعود الضمير على الأصنام ، والمعنى أن الأصنام لا تشعر متى يبعثها الله ، قال ابن عباس : إن الله تعالى يبعث الأصنام ، لها أرواح ومعها شياطينها ، فتتبرأ من عابديها ، فيأمر الله بالكل إلى النار . قوله : { إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وَاحِدٌ } هذا نتيجة ما قبله ، أي فحيث ثبت أنه الخالق لتلك الأشياء المتقدم ذكرها ، فقد تقرر أنه المعبود المتصف بالوحدة في الذات والصفات والأفعال ، فلا شريك له فيها قوله : { فَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } أي لا يصدقون بها ، وما يحصل فيها من بعث وحساب وجزاء وهذا نتيجة قوله : { أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ } [ النحل : 1 ] وحينئذ فيكون المعنى : أتى أمر الله ، فآمنوا وصدقوا أخبارنا ولا تنكروها ، فالذين لا يؤمنون الخ . قوله : ( متكبرون ) أشار بذلك إلى أن السين مزيدة للتوكيد . قوله : { لاَ جَرَمَ } تقدم أن فيها ثلاثة أوجه ، أحسنها أن { لاَ } نافية ، ومنفيها محذوف ، و { جَرَمَ } فعل ماض بمعنى حق وثبت ، وأن وما دخلت عليه في محل رفع فاعل ، وحينئذ يصير المعنى : لا عبرة بإنكار الكفار واستكبارهم ، بل حق وثبت ، علم الله بما يسرونه وما يعلنونه ، وعلى هذا فقول المفسر ( حقاً ) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره حق حقاً . قوله : ( بمعنى أنه يعاقبهم ) روي عن الحسين بن علي أنه مر بمساكين قد قدموا كسراً لهم وهم يأكلون فقالوا : الغذاء يا أبا عبدالله ، فنزل وجلس معهم وقال : { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْتَكْبِرِينَ } ثم أكل ، فلما فرغوا قال : قد أجبتكم فأجيبوني ، فقاموا معه إلى منزله ، فأطعمهم وسقاهم وأعطاهم فانصرفوا ، وفي الحديث " إن المتكبرين يحشرون أمثال الذر يوم القيامة ، تطؤهم الناس بأقدامهم لتكبرهم " قوله : ( ونزل في النضر بن الحرث ) أي في شأنه وسببه . وكان عنده كتب التواريخ ، ويزعم أن حديثه أحسن مما أنزل على محمد .