Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 24-25)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } القائل يحتمل أن يكون المسلمين ، أو الوافد عليهم ، أو بعضهم لبعض ، على سبيل التهكم ، فإن الكفار لا يقرون بأنه منزل من عند الله . قوله : { أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } جمع أسطورة ، كأحاديث وأكاذيب وأعاجيب ، جمع أحدوثة . قوله : ( إضلالاً للناس ) علة للقول . قوله : ( في عاقبة الأمر ) أشار بذلك إلى أن اللام في { لِيَحْمِلُواْ } لام العاقبة والصيرورة ، والمعنى أنهم لما وصفوا القرآن ، بكونه أساطير الأولين ، كان عاقبتهم بذلك حملهم ذنوبهم . قوله : { كَامِلَةً } أي وبلاياهم التي أصابتهم في الدنيا ، لا تكفر عنهم شيئاً يوم القيامة ، بل يعاقبون على جميع أوزارهم ، بخلاف بلايا المؤمنين ، فإنها تكفير لذنوبهم ، أو رفع درجات لهم ، فالبلايا للمجرمين عقوبات ، وللأبرار مكفرات ، وللعارفين درجات ، فقد يكون السابق في علمه تعالى ، أن العارف لا ينال تلك الدرجة إلا بمنحة ، فيوصلها الله له لينال تلك الدرجة . قوله : { وَمِنْ أَوْزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ } أي ويحصل للرؤساء الذين أضلوا غيرهم ، بعض أوزار الأتباع ، وهو السبب ، هذا ما قرره المفسر تبعاً للبيضاوي ، وهو خلاف التحقيق ، بل التحقيق أن { وَمِنْ } بمعنى مثل ، والمعنى أن للرؤساء مثل أوزار الاتباع ، ويشهد لذلك قوله صلى الله عليه وسلم " من دعا إلى هدى ، كان له من الأجر مثل أجور من يتبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ، ومن دعا إلى ضلالة ، كان عليه من الإثم مثل آثام من يتبعه ، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً " . قوله : { بِغَيْرِ عِلْمٍ } إما حال من المفعول ، أي يضلون الأتباع ، حال كون الأتباع ، غير عالمين بأن الرؤساء في ضلال ، بل يعتقدون أنهم على خير حيث قلدوهم ، أو من الفاعل ، والمعنى يضلون غيرهم ، حال كونهم غير عالمين بما يستحقونه من العذاب ، في مقابلة ضلالهم وإضلالهم . قوله : ( فاشتركوا في الإثم ) أي العقوبة ، فعقوبة المتبوعين بضلالهم وإضلالهم ، وعقوبة التابعين بالمطاوعة والتقليد ، ولا يعذرون بالجهل ، قوله : { أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ } { سَآءَ } فعل ماض لإنشاء الذم كبئس ، و { مَا } اسم موصول و { يَزِرُونَ } صلته أو نكرة موصوفة ، و { يَزِرُونَ } صفة لها ، والعائد على كل محذوف ، والتقدير يزرونه ، والمخصوص بالذم محذوف ، كما أشار له المفسر بقوله : ( حملهم ) هذا .