Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 31-34)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { جَنَّاتُ عَدْنٍ } أي إقامة لا يطرأ عليها زوال ولا فناء ، بل هي دائمة بأهلها على سبيل التأييد . قوله : { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } أي من تحت قصورها وغرفها ، قال تعالى : { مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } [ الزمر : 20 ] أو المراد بالأنهار المذكورة في قوله تعالى : { فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ } [ محمد : 15 ] الخ . قوله : { مَا يَشَآؤونَ } أي يطلبون مما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين . قوله : { كَذَلِكَ } الكاف بمعنى مثل ، نعت لمصدر محذوف معمول ليجزي ، والتقدير يجزي الله المتقين جزاء مثل ذلك الجزاء . قوله : { ٱلْمُتَّقِينَ } أي الذين اجتنبوا الشرك ، وأل في المتقين للاستغراق . قوله : ( نعت ) أي للمتقين . قوله : { تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ } أي تقبض أرواحهم . قوله : { طَيِّبِينَ } حال من ضمير { تَتَوَفَّاهُمُ } وحينئذ تبشرهم الملائكة عند قبض أرواحهم ، بالرضوان والجنة والكرامة ، فيحصل لهم عند ذلك السرور والفرح ، فيسهل عليهم قبض أرواحهم ، ويطيب لهم الموت على هذه الحالة ، فلو خير المؤمن ، بين الرجوع إلى الدنيا ، ويعطى جميع ما يشتهي فيها ، وبين الموت ، لاختار الموت ، ولا يرجع إلى الدنيا ، لشهوده حقارة الدنيا ، بالنسبة لما رآه مهيأ له . قوله : ( عند الموت ) ، أي لما ورد " إذا أشرف العبد المؤمن على الموت ، جاءه ملك قال له : السلام عليك يا ولي الله ، الله يقرأ عليك السلام ويبشرك بالجنة " قوله : ( في الآخرة ) هذا أحد قولين ، وقيل إن القول المذكور يكون عند خروج الروح ، ويكون الأمر بالدخول للروح دون الجسم ، ويشهد له قوله تعالى { يٰأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُ ٱلْمُطْمَئِنَّةُ * ٱرْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ } [ الفجر : 27 - 28 ] الآية ، بناء على أن هذه المقالة ، تقال للمؤمن عند خروج روحه . قوله : { بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } الباء سببية ، وما اسم موصول ، والعائد محذوف ، والتقدير بسبب الذي كنتم تعملونه . قوله : { هَلْ يَنْظُرُونَ } الاستفهام إناري بمعنى النفي ، ولذا فسره بما النافية ، والمعنى لا ينتظر الكفار إلا أحد أمرين : إما نزول الموت بهم ، أو حلول العذاب ، وأو مانعة خلو تجوز الجمع . قوله : ( بالتاء والياء ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( أو القيامة ) أولحكاية الخلاف . قوله : { وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ } مرتب على محذوف قدره المفسر بقوله : ( كذبوا رسلهم فأهلكوا ) . قوله : { فَأَصَابَهُمْ } معطوف على فعل { ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } وما بينهما اعتراض . قوله : ( أي جزاؤها ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف ، والأصل . فأصابهم جزاء سيئات ما عملوا قوله : { مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } أي جزاء الذي كانوا به يستهزئون .