Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 35-37)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ } الخ ، هذا كلام صحيح في حد ذاته ، لكنهم توصلوا به إلى أمر باطل ، وحاصل ذلك أنهم قالوا : لو شاء الله عدم عبادتنا لغيره لحصل ، لكن وقعت منا العبادة لغيره ، فهي بمشيئته ، فهو راض بها ، واعتقدوا أن الإرادة لازمة للرضا في حقه تعالى ، وهو اعتقاد باطل ، وحاصل الرد عليهم أن يقال : إن الإرادة لا تستلزم الرضا ، بل قد يريد شيئاً ولا يرضى به ، لتنزهه عن الأغراض في الأحكام والأفعال ، فلا تقاس أفعال الله على أفعال العباد ، وذلك لأن ما يغضب الله ، لا يصل له منه ضرر ، وما يرضيه لا يصل له منه نفع ، بل معنى ذلك ، أنه يعاقب على ما يغضبه ، ويثيب على ما يرضيه ، بخلاف العباد ، فرضاهم لازم لإرادتهم ، لأن ما يرضيهم يحصل لهم به النفع ، فهو واقع منهم بإرادتهم ، وما يغضبهم يحصل لهم به الضرر ، فهو غير واقع بإرادتهم ، والكفار قد سووا بين الخالق والمخلوق ، فقالوا ما قالوا ، والمقصود من هذه الشبهة ، إبطال إرسال الرسل وجعله عبثاً ، تعالى الله عن ذلك . قوله : { مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ } من الأولى ابتدائية ، والثانية زائدة . قوله : ( فهو راض به ) هذا هو محط شبهتهم التي رتبوا ما ذكر عليها . قوله : ( الإبلاغ البين ) أشار بذلك إلى أن البلاغ مصدر بمعنى الإبلاغ . قوله : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً } أي فلا خصوصية لك . قوله : ( أي بأن ) { ٱعْبُدُواْ } أشار بذلك إلى أن مصدرية ، ويصح جعلها تفسيرية ، والضابط موجود لتضمن البعث معنى القول . قوله : { وَٱجْتَنِبُواْ ٱلْطَّاغُوتَ } أي تباعدوا عن عبادة الطاغوت ، والمراد بالطاغوت ، قيل كل ما يعبد من دون الله ، وقيل الشيطان . قوله : ( فلم يؤمن ) أفرد باعتبار لفظ من ، وفي نسخة فلم يؤمنوا بالجمع مراعاة للمعنى . قوله : { فَسِيرُواْ } أمر لأهل مكة بالسير ، والنظر في أحوال من تقدمهم . قوله : { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } أي مآلهم وآخر أمرهم على أي كيفية . قوله : ( رسلهم ) قدره إشارة إلى أن قوله : { ٱلْمُكَذِّبِينَ } مفعوله محذوف . قوله : ( وقد أضلهم الله ) الجملة حالية . قوله : ( لا تقدر على ذلك ) هذا هو جواب الشرك ، وقوله : { فَإِنَّ ٱللَّهَ } الخ ، تعليل للجواب . قوله : { لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ } الجملة خبر إن ، والرابط ضمير مقدر في يضل ، تقديره من يضله ، والظاهر أن هذا الرابط هو فاعل يضل العائد على الله ، وأما الضمير المفعول الذي هو الهاء ، فإنه عائد على من ولا ربط فيه . قوله : ( بالبناء للفاعل والمفعول ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، والمعنى أن من أراد الله إضلاله ، فلا تمكن هدايته ، فلا تتعب نفسك في هداه . إن قلت : إن التكليف لمن أراد الله عدم هداه بالهدى تكليف بالمستحيل . أجيب : بأنه لا يسأل عما يفعل . قوله : { وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } أي من يريد إضلاله ، لا مانع له من عذاب الله إذا نزل به .