Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 47-49)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ } أي يهلكهم في حال خوفهم ، أو المراد بالتخوف التنقص كما قال المفسر من تخوفته إذا انتقصته ، روي أن عمر رضي الله عنه قال على المنبر : ما تقولون فيها ؟ فسكتوا ، فقام شيخ من هذيل فقال : هذه لغتنا التخوف التنقص ، فقال : هل تعرف العرب ذلك في اشعارها ؟ قال : نعم ، قال شاعرنا أبو بكر يصف ناقته : @ تخوف الرحل منها تامكا قردا كما تخوف عود التبعة السفن @@ فقال عمر : عليكم بديوانكم لا تضلوا ، قالوا : وما ديواننا ؟ قال : شعر الجاهلية ، فإنه فيه تفسير كتابكم ، ومعاني كلامكم ، والرحل بالحاء المهملة رحل الناقة ، والتامك بالفوقية السنام ، والقرد بفتح القاف وكسر الراء ، هو المرتفع أو المتراكم ، والنبع شجر تتخذ منه القسي ، والسفن بفتحتين وهو المبرد أو القدوم ، والمعنى أن الرحل أثر في سنام تلك الناقة ، فأكله وانتقصه كما ينقص المبرد أو القدوم العود من الشجر . قوله : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } الهمزة داخلة على محذوف ، والواو عاطفة على ذلك المحذوف ، والتقدير أعموا ولم يروا ، والاستفهام للتوبيخ . قوله : ( له ظل ) خرج الملك والجن . قوله : { يَتَفَيَّؤُاْ } أي تنتقل من جانب إلى آخر ، واختلف في الفيء ، فقيل : هو مطلق الظل قبل الزوال أو بعده ، وهو الموافق لمعنى الآية هنا ، وقيل : الظل ما كان قبل الزوال ، والفيء ما كان بعده ، وقيل غير ذلك . قوله : { عَنِ ٱلْيَمِينِ وَٱلْشَّمَآئِلِ } أي يمين المستقبل للقبلة وشماله ، وذلك أن الشمس إذا طلعت من المشرق ، وأنت متوجه إلى القبلة ، كان ظلك عن يمينك ، فإذا ارتفعت واستوت في وسط السماء ، كان ظلك خلفك ، فإذا مالت إلى الغروب ، كان ظلك عن يسارك ، وأفرد اليمين ، وجمع الشمال تفنناً . قوله : ( أي عن جانبهما ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف . قوله : ( حال ) أي من قوله : { ظِلاَلُهُ } . قوله : ( بما يراد منهم ) أي من طول وقصر وتحول من جانب لآخر . قوله : { وَهُمْ دَاخِرُونَ } الجملة حالية من الضمير في { سُجَّداً } . قوله : ( نزلوا ) أي في جمعهم بالواو والنون كالعقلاء ، وذلك لاتصافها بالطاعة والانقياد لله ، وذلك من وصف العقلاء ، فجمعت بالواو والنون . قوله : { وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } أي طوعاً وكرهاً ، فسجود الملائكة وغير العاقل طوعاً فقط ، وسجود الآدميين والجن طوعاً من مؤمنهم ، وكرهاً من كافرهم . قوله : ( أي يخضع له ) أشار بذلك إلى أن المراد بالسجود معناه اللغوي . قوله : { وَٱلْمَلاۤئِكَةُ } عطف على ما في قوله : { مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ } . قوله : ( تفصيلاً ) أي تشريفاً وتعظيماً . قوله : ( يتكبرون عن عبادته ) أي لا يتركون عبادة ربهم ، ولا يتكبرون عنها . قوله : ( حال من هم ) صوابه من ربهم بدليل قوله : ( عالياً ) الخ ، والمعنى يخافون الله حال كونه سبحانه وتعالى مستعلياً عليهم وقاهراً لهم ، فالمراد بالفوقية الاستعلاء والقهر لا الجهة ، لأنها مستحيلة عليه تعالى .