Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 58-61)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ } الجملة في محل نصب حال من الواو في { وَيَجْعَلُونَ } [ النحل : 57 ] والمراد بالبشارة الإخبار . قوله : ( صار ) أشار بذلك إلى أن { ظَلَّ } ليست على بابها من أنها تدل على الإقامة على تلك الصفة نهاراً ، بل المراد منها الانتقال من حالة لأخرى . قوله : { مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِ } أي من أجل سوء الأنثى التي بشر بها ، وسوءها من حيث إنه يخاف عليها الزنا ويتحمل عارها ، وكونها لا تكتسب وغير ذلك . قوله : ( متردداً ) قدره إشارة إلى أن قوله : { أَيُمْسِكُهُ } الخ ، معمول لحال محذوفة ، ولا يصلح أن يكون حالاً لأنه جملة طلبية . قوله : { عَلَىٰ هُونٍ } حال من المفعول ، والمعنى أيمسكه مهيناً له . قوله : { أَمْ يَدُسُّهُ } أي يخفيه . قوله : ( بأن يئده ) الوأد دفن البنت حية . قوله : ( بهذا المحل ) أي الرقبة ، وهي الحقارة والذل . قوله : ( أي الصفة السوأى ) أشار بذلك إلى أن قوله : { مَثَلُ ٱلسَّوْءِ } من إضافة الموصوف لصفته ، والسوأى بضم السين والقصر بوزن طوبى . قوله : { وَلِلَّهِ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ } أي فصفات الله أعلى الصفات ، وصفات الكفار أخسها ، حيث ينسبون لله ما يكرهون لأنفسهم ، مع كونه منزهاً عن صفات الحوادث . قوله : { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } ( في ملكه ) أي الغالب فلا يعجزه شيء . قوله : { ٱلْحَكِيمُ } ( في خلقه ) أي يضع الشيء في محله . قوله : { وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ } الخ . أي لو يعجل الله للناس العقوبة بسبب عصيانهم ، لم يبق أحداً . قوله : { مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا } الضمير عائد على الأرض المفهومة من السياق ، لأن الدابة ما دب على وجه الأرض . قوله : { مِن دَآبَّةٍ } { مِن } زائدة في المفعول ، ووجه هلاك الجميع ، أن الله تعالى يمسك السماء عن المطر ، والأرض عن النبات ، فإذا حصل ذلك ، هلك كل مرزوق ، لأن كل دابة محتاجة للقوام ، فإذا أمسك قوامها هلكت عن آخرها ، وهو أقرب ما يقال في ذلك . قوله : { وَلٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّىٰ } أي لكن سبقت حكمة الله ، بأن الدنيا تصير عماراً ، إلى أن تنقضي المدة التي قدرها الله تعالى ، فإذا كان كذلك ، فلا يعاجلهم بالعقوبة ، بل يوفيهم أرزاقهم وآجالهم ، لغلبة الرحمة على الغضب ، فلو عاجلهم بالعقوبة ، لكان الغضب غالباً على الرحمة ، وهو خلاف ما سبق علمه به . قوله : { وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } أي لايتقدمون على الأجل المعين الذي حضر . إن قلت : إنه لا يحسن ترتبه على الشرط لأن الأجل إذا جاء ، لا يتوهم التقدم عليه إذ هو مستحيل ، ولا ينفى إلا ما يتوهم ثبوته . أجيب : بأن قوله : { وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } معطوف على جملة الشرط ، وجوابه كأنه قال : فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون عنه ساعة ، وإذا لم يجىء لا يتسقدمون عليه .