Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 64-66)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَمَآ أَنْزَلْنَا } الخ هذا من جملة تسليته صلى الله عليه وسلم . قوله : ( من أمر الدين ) أي كالتوحيد وأحكام العبادات والمعاملات وغير ذلك . قوله : { وَهُدًى } أي من الضلال . قوله : { وَرَحْمَةً } أي إحساناً . قوله : { لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } خصهم لأنهم المنتفعون به دون غيرهم . قال تعالى : { وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ ٱلظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً } [ الإسراء : 82 ] . قوله : { وَٱللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ ٱلْسَّمَآءِ مَآءً } شروع في ذكر أدلة توحيده سبحانه وتعالى . قوله : ( دالة على البعث ) أي لأن القادر على إحياء الأرض بالماء بعد يبسها ، قادر على إعادة الأجسام بعد تفرقها وانعدامها . قوله : ( سماع تدبر ) أي فالمراد بالسماع سماع القلوب ، لا سماع الآذان . قوله : { وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ } { فِي } للسببية . والمعنى : وإن لكم بسبب الأنعام لعبرة الخ . قوله : { لَعِبْرَةً } أي اتعاظاً وتذكاراً ، يعتبر بها المعتبر ويستدل على أن الله هو الرحمن الرحيم الفعال لما يريد . قوله : ( بيان لعبرة ) أي لمتعلقها وهو المعتبر به . قوله : { مِّمَّا فِي بُطُونِهِ } من للتبعيض ، قوله : { مِن بَيْنِ فَرْثٍ } { مِن } ابتدائية كما قال المفسر . والمعنى : نسقيكم بعض الذي في بطونه لبناً خالصاً ، ناشئاً من بين فرث ودم ، وذكر الضمير في بطونه هنا ، مراعاة للفظ الأنعام ، وأنثه في سورة المؤمنون ، مراعاة للمعنى الذي هو جماعة الأنعام ، لأن الأنعام اسم جمع . قوله : ( ثفل الكرش ) بضم الثلثة وسكون الفاء ، و ( الكرش ) بوزن الكبد . قوله : { لَّبَناً } مفعول ثان لنسقيكم ، والأول هو الكاف . قوله : ( وهو بينهما ) وذلك لأن البهيمة إذا أكلت العلف طبخه الكرش ، فيجعل الله أسفله فرثاً ، وأوسطه لبناً خالصاً لا يشوبه شيء وأعلاه دماً ، وبينهما حاجز بقدرة الله تعالى ، ثم يسلط الكبد عليه ، فتجري عليه الدم في العروق ، واللبن في الضروع ، ويبقى الفرث في الكرش ، فينزل من مخرجه روثاً . قوله : ( سهل المرور ) أي ولذا جعل غذاء لصغار الحيوانات التي ترضعها أمهاتها ، ولعظم مزيته يقال عقب أكله : اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه ، بخلاف غيره من الأطعمة ، فيقال وعوضنا خيراً منه .