Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 75-78)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً } هذا مرتب على قوله : { فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ } [ النحل : 74 ] لأن المنهي عنه ، الأمثال التي تفيد تشبيه الله بغيره ، وأما المثل الذي يفيد التوحيد ، فقد ضربه الله بقوله : { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً } الخ . قوله : ( صفة تميزه من الحر ) جواب عما يقال : إن كل شخص مملوك لله ، حراً كان أو عبداً . فأجاب : بأن المراد به الرفيق ، إذ الحر لا يسمى مملوكاً عرفاً ، وإن كان عبداً لله . قوله : { لاَّ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ } أي من التصرفات . واختلف العلماء في العبد ، هل يملك ما تحت يده من الأموال ، أو لا يملكها ؟ فقال مالك : إنه يملك ، غير أن ملكه غير تام . وقال الشافعي : لا يملك أصلاً ، وإنما الذي تحت يده ملك سيده ، والآية مفروضة في عبد لا يقدر على شيء ، وكون العبد يملك أو لا شيء آخر . قوله : { وَمَن } معطوف على عبداً . قوله : { حَسَناً } أي حلالاً . قوله : ( والأول مثل الأصنام والثاني مثله تعالى ) أي فالمقصود من ذلك التوصل إلى إبطال الشريك ، والرد على الكفار ، كأن الله يقول : لأنتم لا تسوون العبد المملوك العاجز ، مع الله القادر المتصرف في خلقه . قوله : { هَلْ يَسْتَوُونَ } أي في الإجلال والتعظيم ، ولم يقل يستويان ، نظراً إلى تعدد أفراد كل قسم ، وإنما يجمع المفسر الحر ، كما جمع العبيد ، إشارة إلى أنه مثل متوصل به إلى توحيد الله ، والله تعالى واحد فأفرد تأدباً . قوله : ( لا ) هو جواب استفهام . قوله : { ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } هذا حمد من الله لنفسه ، في مقام الرد على المشركين ، أي هو المستحق لجميع المحامد ، المنعم المتفضل الخالق الرازق ، وأما هذه الأصنام فلا تستحق ذلك ، لأنها جمادات عاجزة ، لا تنفع ولا تضر . قوله : ( فيشركون ) أي يعبدون غير الله ، مع ظهور البراهين والحجج الدالة على وحدانية الله تعالى . قوله : { أَحَدُهُمَآ أَبْكَمُ } أي والآخر ناطق قادر خفيف على مولاه ، أينما يوجهه يأت بخير ، وقد حذف هذا المقابل لدلالة قوله : { وَمَن يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ } الخ . قوله : ( ولد أخرس ) المناسب تفسيره بالذي لا يسمع ولا يبصر ليظهر قوله : ( لأنه لا يفهم ولا يفهم ) . قوله : { أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ } الخ أين اسم شرط جازم ، و { يُوَجِّههُّ } فعل الشرط ، وقوله : { لاَ يَأْتِ } جواب الشرط مجزوم بحذف الياء . قوله : ( ينجح ) بضم النون بوزن قفل ، أي لا يأت بشيء نافع . قوله : { وَمَن يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ } معطوف على الضمير في { يَسْتَوِي } والشرط موجود ، وهو الفصل بالضمير المنفصل . قوله : ( وقيل هذا ) أي من يأمر بالعدل . قوله : ( والذي قبله ) أي وهو قوله : { عَبْداً مَّمْلُوكاً } { وَمَن رَّزَقْنَاهُ } وقيل كل في الكافر والمؤمن ، وقيل كل في المعبود بحق ، والمعبود بباطل ، فتكون الأقوال أربعة . قوله : ( في الكافر والمؤمن ) قيل محمول على العموم ، وقيل المراد بالكافر أبو جهل ، والمؤمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقيل غير ذلك . قوله : { وَلِلَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ } هذا دليل على كمال علمه وقدرته . قوله : ( أي علم ما غاب ) أي خفي وبطن . قوله : { وَمَآ أَمْرُ ٱلسَّاعَةِ } أي قيام الخلق من القبور . قوله : { إِلاَّ كَلَمْحِ ٱلْبَصَرِ } أي انطباق جفن العين أو فتحه . قوله : ( لأنه بلفظ كن فيكون ) فيه تسامح ، إذ ليس ثم كاف ولا نون ، بل المراد سرعة الإيجاد ، فإذا أراد شيئاً أوجده سريعاً . قوله : { لاَ تَعْلَمُونَ } أي لا تعرفون قوله : ( حال ) أي من الكاف في أخرجكم . قوله : { وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ } أفرده باعتبار كونه مصدراً في الأصل .