Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 15-18)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ } أي فإنما تعود منفعة اهتدائه إلى نفسه لا تتعداه إلى غيره . قوله : { فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا } أي فإنما وبال ضلاله على نفسه ، لا على من عداه ممن لم يباشر ، وهذا تحقيق معنى قوله تعالى : { وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ } [ الإسراء : 13 ] . قوله : { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ } أي لا تحمل نفس مذنبة ، بل ولا غير مذنبة ، ذنوب نفس أخرى . إن قلت : ورد في الحديث " من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة " فمقتضاه أنه يحمل وزره فيكون منافياً لهذه الآية . أجيب : بأن المراد بالوزر الذي يحمله في الحديث وزر التسبب ، ولا شك أن التسبب من فعل الشخص ، ومع ذلك فلا ينقص من وزر الفاعل شيء ، فالمتسبب الفاعل يعاقب على فعله وتسببه ، والفاعل بدون تسبب يعاقب على فعله فقط . قوله : { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ } أي ولا مثيبين على الأعمال ، لأن شرط صحة العبادات ووجوبها بلوغ الدعوة ، فمن لم تبلغه الدعوة ، لا تجب عليه عبادة ، ولا تصح منه ، لو فعلها فلا يثاب عليها ، وعموم هذه الآية ، يدل على أن أهل الفترة جميعاً ناجون بفضل الله ، ولو غيروا وبدلوا ، وما ورد من تخصيص بعض أفراد ، كحاتم الطائي وامرىء القيس بدخولهم النار ، فهي أحاديث آحاد لا تعارض الققطعي . قوله : { مُتْرَفِيهَا } الترفه بالضم النعمة والطعام الطيب والشيء الظريف . قوله : ( منعميها ) أي المنهمكين في شهواتها ، الغافلين عن الآخرة . قوله : ( بالطاعة ) متعلق بأمرنا . قوله : ( بإهلاك أهلها ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف ، أي دمرنا أهلها . قوله : { وَكَمْ أَهْلَكْنَا } كم خبرية منصوبة بأهلكنا ، و { مِنَ ٱلْقُرُونِ } تمييز لكم . قوله : { مِن بَعْدِ نُوحٍ } خص بالذكر لأنه أول من كذبه قومه . قوله : { وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ } الباء زائدة في الفاعل ، و { خَبِيرَاً بَصِيراً } يمييزان ، و { بِذُنُوبِ } متعلق بخبيراً بصيراً ، وقوله : ( عالماً ببواطنها وظواهرها ) لف ونشر مرتب ، فالعلم بالبواطن هو معنى الخبير ، وبالظواهر هو معنى البصير . قوله : ( وبه يتعلق بذنوب ) هكذا في النسخ التي بأيدينا ، ولعل فيه تحريفاً ، والأصل بذنوب متعلق بخبيراً بصيراً . قوله : { مَّن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعَاجِلَةَ } أي من كان حظه الدنيا ، فهو صادق بالكافر والمنافق ، ويدخل في ذلك المراؤون بأعمالهم ، إذ لولا المدحة والثناء عليهم ما فعلوا الطاعات . قوله : { عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ } أي أعطينا لمن نريد في الدنيا الذي نشاؤه ، من سعة رزق وعافية وغير ذلك ، والمعنى لا نزيده على ما قدر له أزلاً ، بل ما يعطى إلا ما سبق في عمله تعالى أنه يعطاه ، فمحبته في الدنيا لم تزده شيئاً منها ، فينبغي الإخلاص في العبادة والتوجه لله تعالى والإقبال عليه ، ليخطى بسعادة الدارين . قوله : ( بدل من له ) أي إن قوله : { لِمَن نُّرِيدُ } بدل من قوله : { لَهُ } بدل بعض من كل بإعادة اللام ، وقوله : { عَجَّلْنَا } جواب الشرط وهو { مَّن } و { كَانَ } فعله و { يُرِيدُ } خبر { كَانَ } واسمها ضمير مستتر . قوله : { ثُمَّ جَعَلْنَا } أتى بثم إشارة إلى أن دخول النار متأخر . قوله : ( ملوماً ) أي أن الخلق في القيامة يلومونه على ما حصل منه في الدنيا . قوله : { مَّدْحُوراً } من دحر يدحر من باب خضع ، فهو مدحور ، بمعنى أن الله طرده وأبعده عن جنته .