Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 19-22)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَمَنْ أَرَادَ ٱلآخِرَةَ } أي من كان حظه ونيته ومنتهى آماله الدار الآخرة ، بأن لم يجعل الدنيا قراراً له ولا وطناً ، بل جعلها سفينة موصلة لمقصوده . قوله : { سَعْيَهَا } إما مفعول به أو مفعول مطلق ، والمعنى كما قال المفسر ، عمل عملها الذي يليق بها ؛ كأعمال البر والطاعات واجتناب المنهيات . قوله : ( حال ) أي من ضمير { وَسَعَىٰ } . قوله : { فَأُولَئِكَ } جواب الشرط ، وفيه مراعاة معنى من وفيما قبله مراعاة لفظها ، وهو إشارة إلى أن من جمع ثلاث خصال ، فهو من أهل الجنة : الإيمان والعمل الصالح والاخلاص ، ولذا قال بعضهم : من لم تكن معه ثلاث لم ينفعه علمه : إمان ثابت ، ونية صادقة ، وعلم مصيب ، وتلا هذه الآية ، وهذا هو كما الإيمان . قوله : ( مثابا عليه ) أي فشكر الله لعباده قبولهم وإثابتهم على أعمالهم . قوله : ( كلاً ) مفعول لنمد . قوله : ( من الفريقين ) أي مريد الدنيا ومريد الآخرة . قوله : ( بدل ) أي من { كُلاًّ } بدل من كل كأنه قال : { نُّمِدُّ هَـٰؤُلاۤءِ وَهَـٰؤُلاۤءِ } الأول للفريق الأول ، والثاني للفريق الثاني ، فهو لف ونشر مرتب . قوله : ( في الدنيا ) أي كسعة الرزق والجاه والعافية وغير ذلك . قوله : ( ممنوعاً عن أحد ) أي مؤمن أو كافر . وأما في الآخرة ، فعطاؤه ممنوع عن الكافر ، وهو مختص بالمؤمن . قوله : { كَيْفَ } منصوب على الحال من { فَضَّلْنَا } كأنه قال : انظر تفضيلنا بعضهم على بعض كائناً على أي حالة . قوله : ( من الدنيا ) أي من درجاتها ، لأن فضل الآخرة عظيم لا ينقطع ، بل هو دائم لا يفنى . قوله : ( فينبغي الاعتناء بها ) أي بالآخرة ، وقوله : ( دونها ) أي الدنيا . قوله : { لاَّ تَجْعَل مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ } الخطاب إما للنبي والمراد غيره ، أو لكل مكلف ، وهو الأولى ، والمعنى لا تشرك أيها المكلف غير الله مع الله ، لا في ظاهرك ولا باطنك ، بل خلص قلبك من التعلق بغيره والمحبة لسواه ، ولا تجعل الغير في خيالك ، فإنه نقص عن مراتب الأخيار ، ولذا قال ابن الفارض : @ ولو خطرت لي في سواك إرادة على خاطري يوماً حكمت بردتي @@ قوله : { فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَّخْذُولاً } يصح أن تكون قعد بمعنى عجز ، فمذموماً مخذولاً حالان ، ويصح أن تكون بمعنى صار ، فمذموماً مخذولاً خبران لها . قوله : ( لا ناصر لك ) تفسير لمخذولاً ، وتقدم تفسيره مذموماً بملوماً ، والمعنى ملوماً من الخلق ، مخذولاً من الخلق ، لم يجعل له ناصراً .